أبو ظبي ـ وام
وصى السفير الدكتور موفق العجلوني المدير السابق لإدارة أمريكا اللاتينية والوسطى في وزارة الخارجية الأردنية أستاذ العلوم السياسية في جامعة البتراء الأردنية - بإنشاء مكتب للإعلام الأمني ينبثق عن مجلس وزراء الداخلية العرب ووزراء داخلية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على أن يكون مقره أبوظبي .
جاء ذلك في المحاضرة التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مساء أمس بعنوان "دور الإعلام في المنظومة الأمنية في العالم العربي" حضرها عدد من أعضاء البعثات الدبلوماسية في الدولة وبعض الأكاديميين والكتاب والصحفيين وعدد من الباحثين والمتخصصين في مجال الإعلام الأمني بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين وخبراء الأمن.
وثمن العجلوني في بداية المحاضرة الدعم الذي يقدمه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية للمركز ما مكنه من أن يصبح منارة علمية بحثية ليس على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب وإنما على المستويين الخليجي والعربي أيضا وأصبح يحظى بمكانة علمية مرموقة على المستوى الدولي.
وأكد المحاضر أن الإعلام الإماراتي يلعب دورا مهما في دعم الإعلام الخليجي والإعلام العربي وذلك بالنظر لما تتمتع به دولة الإمارات العربية المتحدة من قيادة حكيمة تدرك أهمية الإعلام الواعي المسؤول وما تحظى به الساحة الإماراتية من حرية إعلامية عالية ملتزمة بضوابط مهنية وأخلاقية وقانونية - وهي سياسة وضع بذورها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ويتابعها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .
وأشار السفير العجلوني إلى ظهور مصطلح أمني جديد أطلق عليه " الإعلام الأمني " في نهاية الثمانينيات من القرن العشرين .. مضيفا أن الأمن والإعلام يعدان مسربين للاتجاه نفسه يلتقيان على هدف واحد وهو مصلحة المواطن .. منوها إلى أن الإعلام يركز على حق الشعب في الاطلاع والمعرفة ورجل الأمن يركز على حفظ النظام العام وسلامة المواطن فالأمن هو مطلب المواطن والحفاظ عليه يتطلب علاقة متوازنة ومتكاملة بين أجهزة الأمن والإعلام بحيث تتعاون هذه الأجهزة بما يخدم المصلحة الوطنية.
وذكر المحاضر أنه بالنظر إلى حساسية القضايا الأمنية وأحيانا خطورتها وما يمكن أن ينجم عنها من ردود فعل فإن التعامل مع القضايا الأمنية إعلاميا يجب أن يتم وفق الضوابط والمعايير المهنية والأخلاقية والموضوعية واستخدام الرسالة الإعلامية الأمنية وتوظيفها بشكل هادف وعلى نحو يجعلها قادرة على التعبير الموضوعي عن الحدث والتعريف به وإطلاع المواطن عليه لا ترهيبه وتخويفه وإرباكه.
وأكد في ختام محاضرته ضرورة تأهيل مسؤولي الأمن الإعلامي تأهيلا مهنيا عاليا بما يضمن كفاءتهم في تناول القضايا الأمنية .. و أوصى بسرعة الكشف عن تفاصيل الأحداث والقضايا الأمنية وعدم تركها للشائعات .
ودعا إلى تعديل المناهج الدراسية لاسيما منهج التربية الوطنية بما يشمل مفهوم الإعلام الأمني .. وطالب بإقرار منهج خاص بالإعلام الأمني في كليات الصحافة والإعلام في الدول العربية.
وتقدم السفير العجلوني بالشكر إلى سعادة الدكتور جمال سند السويدي ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على دعوته لإلقاء المحاضرة .. وهنأ المركز بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسه .. مشيدا بالدور الذي يقوم به في تقديم الدعم لدوائر صنع القرار في الدولة من خلال إعداد التقارير التي تحتوي على أفضل الأفكار والمقترحات والرؤى الاستراتيجية التي تتصل بالقضايا الراهنة والمستقبلية.