غزة - معا
أصدرت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة قرارا باعتقال القيادي في حركة فتح فور عودته الى قطاع غزة من الضفة الغربية حيث انتقل للإقامة قبل عدة اشهر. وجاء قرار المقالة في أعقاب ما وصفته بتحريض يحي رباح ضد قطاع غزة من خلال مقال نشره على صفحته على الفيس بوك. وفي ذات السياق قام عشرات النشطاء من أنصار حركة حماس بتنظيم وقفة احتجاجية أمام فندق "المتحف" شمال غرب مدينة غزة حيث يقيم وفد حركة فتح الذي يزور قطاع غزة مطالبين وفد حركة فتح الذين وصل لغزة قبل أيام بمغادرة القطاع، وذلك احتجاجا على تصريحات القيادي بفتح ويحيى رباح وسبق الوقفة أمام فندق "المتحف" وقفة أخرى أمام منزل القيادي رباح في منطقة تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة. ووصل وفد من المجلس الثوري لحركة فتح إلى غزة الأربعاء يرأسه أمين سر المجلس أمين مقبول، ويضم علاء حسني، وهيثم عرار، وعمر الحروب، ومحمود بكر حجازي، وإسحق سدر. وكان رباح قد كتب مقالا على صفحته على الفيس بوك بعنوان : علامات على الطريق تحيا مصر!!! مصر المركز الحضاري الأقدم في التاريخ الإنساني، مصر الدولة الأقدم التي ظلت موحدة من أقصى صعيدها الأعلى إلى أقصى دلتاها الخضراء منذ ملكها الشهير مينا، والتي أهدت إلى البشرية فكرة التوحيد بإله واحد، و جسدت في مشاهدها الحضارية ثنائية الحياة و الموت، و الحياة الدنيا و الحياة الآخرة، و البعث و النشور، و التي كانت كنيستها، الكنيسة القبطية أقدم كنائس الأرض لأن مؤسستها مرقص التي حملت أسمه من أبرز حواري السيد المسيح، و التي رفعت راية الإسلام منذ أكثر من ألف و أربعمائة سنة، و ظل أزهرها الشريف قلعة الإسلام و منارته، حتى أن غزاتها الأقوياء ارتدوا عنها و هم يحملون لواء الإسلام. مصر قلب العروبة، مصر قلعة الإسلام، تخوض منذ صباح هذا اليوم الأربعاء الرابع عشر من أب أغسطس، الموافق السابع من شوال، معركة مقدسة، هي معركة الخلاص من سرطان بشع انتشر في جسدها وحاول أن يقوض حياتها ممثلاً بجماعة الأخوان المسلمين و أحزابها و تفريعاتها الشيطانية، فقد صدر قرار الشعب المصري العظيم في الثلاثين من يونيو حزيران الماضي، و في الثالث من تموز الماضي، و في السادس و العشرين من تموز الماضي، بأنها ترفض العابثيين، الخارجيين، الذين أساءوا للإسلام أبلغ الإساءة حين احتكرته جماعة مارقة تراكم في أحشائها القيح و الصديد، فتحولت إلى أداة عمياء لهدم كيان الأمة، عبر موجات من الكذب و الغش و الخداع و التطاول على قضايا الأمة، و تزوير أجندتها و أولوياتها، و محاولة تحويل سيناء إلى وكر للإرهاب و مقبرة للقضية الفلسطينية، فأصدرت مصر بشعبها العظيم أمراً إلى درعها الحامي و هو جيشها الذي هو خير أجناد الأرض، و إلى شرطتها التي عادت إلى أحضان شعبها بعد أن انكشفت الغمة و اتضحت الحقائق، بأن يكون هذا الجيش العظيم و الشرطة القوية ذراع القانون، وقبضة القانون، بتخليص البلاد و العباد من شرور هذه الجماعة المعتدية الآثمة، لتعود ملامح الدولة المصرية إلى سطوعها المعهود، و تعود مصر كلها إلى الأمان المنشود الذي أراد الله لها في قرآنه الكريم. ها قد حانت اللحظة ها قد حل الموعد و جاء وقت الوفاء و ما هي إلا ساعة أو بعض ساعة حتى تمزقت قطعان الذئاب الجريحة التي احتشدت منذ أسابيع في رابعة العدوية و ميدان النهضة، تصرخ و تصرخ لعلها تستثير عطف القوى الخارجية، و تحولت قطعان الذئاب الجريحة إلى نهش الشعب المصري في غارات واهمة قد تطول يوماً أو يومين، و لكن الجميع يعلمون الآن أن المعركة قد حسمت منذ اللحظة الأولى، و أنه لا يمكن لجماعة مهما كانت وانكشفت كل هذا الانكشاف المأساوي، و كذبت على شعبها و خانته، و أدارت ظهرها لقضايا الأمة و أنبلها القضية الفلسطينية، ان تصمد في وجه إرادة شعب كامل، هو الشعب المصري العظيم. إننا كأمة عربية قد بدأنا منذ السابعة من صباح هذا اليوم معركة الخلاص، و لم يعد للأفاعي القدرة على الاستمرار في جحورها تلدغ الأمة تحت جنح الظلام، ذلك أن قرار الشعب المصري أجبر الثعابين على الخروج علناً و الانكشاف علناً و لن يكون مصيرها سوى أن تداس تحت أقدام الشعوب العربية التي ملت هذا التطرف الأسود الذي يتلاعب بمصيرها و يستغل دينها، و يعزف على جراح الفقراء و المساكين. ألف تحية يا مصر، لأنك حين تنتصرين فإن الأمة كلها و الإسلام كله يكون على موعد مع الانتصار.