دبي – العرب اليوم
قدّم مساعد المدير العام لجمعية "بيت الخير" عبدالله الأستاذ الإعلام الخيري بصورة جديدة، مبنيّة على أساس من خبرته، حيث كان أحد الكوادر الفنية والإعلاميّة في الإمارات، وهو من الأوائل الذين دخلوا المجال المسرحيّ.
ورأى الأستاذ أنَّ "الوقت مهم جدًا، وهو رأس مال الإنسان، الذي يجب أن يجعله عوناً له"، مشيرًا إلى أنَّ "وقتي مقسم إلى أقسام خلال فترة الدوام لدى جمعيّة (بيت الخير) وبعدها، والعرب لا يهتمون كثيراً بالوقت، على الرغم من أنَّ استثماره واستغلاله يصل بالشخص إلى ما يهدف إليه، وإن لم يقتنصه الشخص أضاع عمره كله، وكما قيل (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)".
وأوضح أنّه "في الأيام العادية للدوام أقسم وقتي أثناءه إلى ثلاثة أقسام، الأول للرد على الرسائل المهمة، والثاني للاجتماعات الداخلية والخارجية، والثالث لإنهاء المعاملات المهمة".
وأضاف "أحصل على فترة الراحة الخاصة بي خلال الدوام حتى أستطيع إنهاء العمل، لأنه لا يوجد وقت كاف، وأما بعد الدوام فهناك أمور روتينية، منها ساعة للراحة، ثم الاطلاع على الأخبار المختلفة عبر التلفاز، وأخبار المسلسلات، بحكم أني كنت إعلامياً سابقًاً، وبعد أداء الفرائض كصلاة المغرب، أتخلص من الضغوط النفسية التي تنتج عن العمل، فلا أخذ معي أية أعمال بعد الدوام، وإنما يمكن الانتهاء من بعضها خلال إجازات الجمعة والسبت، لاسيما أنَّ العمل في الجوانب الخيرية والإنسانية له خصوصية، فاحتياجات الناس تتوقف على اتخاذ قرار سريع لا يمكن تأجيله".
وتابع "إن من أهم هواياتي الاطلاع على الأخبار، والرد على الرسائل عبر (فيسبوك) و(تويتر)، ومن وسائل التواصل الأخرى كـ(الإنستغرام)، ولا شك أنَّ الوقت سريع جداً ولا يمكن إنجاز الأعمال إلا إذا نظم الإنسان وقته، لاسيما أنَّ الوقت يمكن أن يضيع في الازدحام والتنقل".
وأردف عبدالله الأستاذ "في يوم الجمعة هناك لقاء مع الأهل، وأما يوم السبت فهو مخصص للقاء الأصدقاء، وإذا كان هناك إجازة مع السبت والجمعة يمكن الذهاب إلى إحدى الدول القريبة، والمشاركة في المناسبات العائلية، أما في الإجازة السنوية فأحصل عليها ثلاث مرات في العام، وكل مرة تصل مدتها عشرة أيام، تتنوع فعالياتها حتى لا يمل الإنسان من قضاء ثلاثين يوماً في إجازة مرة واحدة".
واستطرد "في رمضان الأمر يختلف عن الأيام العادية، لخصوصية هذا الشهر المبارك، فلا تستهويني المسلسلات على الرغم من كوني فناناً سابقاً، وبعد الفطور البسيط أقوم بصلاة المغرب والعشاء والتراويح، ثم الذهاب إلى البيت لتناول وجبة خفيفة، وخلال شهر رمضان أقضي فترة ما بعد الدوام في العبادة والاستماع إلى المحاضرات الدينية".
واعتبر أنَّ "تنظيم الوقت يحقق الرضا والسعادة الداخلية، والله عز وجل كتب الرزق للإنسان وقدر له مسيرته في الحياة، (وفي السماء رزقكم وما توعدون)، والإنسان لا يعرف ماذا قدر الله له، والحمد لله فإن انتقالي من عمل إلى آخر يعتبر نعمة من الله سبحانه، فأعطتني هذه الأعمال خبرات متنوعة وفي العديد من المجالات، وهذه الخبرات تنضج الإنسان وتجعله لا يتسرع في الحكم على الأشياء".
وأشار إلى أنَّ "من يعمل في المجال الخيري يجب أن ينتظر التقدير من الله عز وجل، ولا ينظر إلى مكافأة الناس له، وللأسف هناك من الناس في المجتمع لا يقدرون هذا العمل رغم أهميته الكبيرة".
يذكر أنَّ عبدالله الأستاذ كان أحد الكوادر الفنية المسرحية والإعلامية في الإمارات، وهو من الأوائل الذين دخلوا المجال الفني والمسرحي، ثم كانت بدايته الحقيقية في عام 1973، عندما عمل في إذاعة رأس الخيمة كمعد ومقدم برامج إذاعية، وأما على صعيد المسرح فقام بتأسيس مسرح رأس الخيمة الوطني في عام 1976، بالتعاون مع عدد من الفنانين في تلك الفترة، وغيرها من الأعمال المتميزة.
وبعد مدة من العمل الفني والإعلامي أعاد التفكير وترتيب أوراقه من جديد، وخلال هذه الفترة تعرّف عن قرب إلى العمل الخيري وكيفية تقديمه، وتغيرت نظرته إليه فهو ليس كما يظن عامة الناس أنه مجرد تقديم مساعدة مالية أو عينية للمحتاجين فقط، وإنما هو عمل مؤسسي يدار بطريقة حديثة من خلال الأنظمة الإدارية المتطورة.