أكد رئيس الحكومة التونسية ووزير الداخلية السابق علي العريض أنه مستعد للمثول كبقية الموطنين أمام القضاء في قضية اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، وأن يشهد بما يعرف دون أي حرج، في حين اتهم زعيم حزب "العمال" حمة الهمامي، الاثنين، حكومة "الترويكا" برهن تونس إلى حكام قطر والسعودية، وإرغام الدولة ومؤسساتها على الدخول في تبعية مع بلدان تعمل بالوكالة لصالح أميركا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي. قال رئيس الحكومة التونسية علي العريض "إن السلطات تبذل قصارى جهدها للوصول إلى المشتبه فيه الرئيسي في قتل المعارض اليساري البارز شكري بلعيد"، مشيرًا إلى أن المتهم الرئيسي، المدعو كمال القضقاضي، ما يزال في حالة فرار "في مكان غير معلوم". وأكد العريض أنه مستعد للمثول كبقية الموطنين أمام القضاء في هذه القضية، وأن يشهد بما يعرف دون أي حرج، لاعتباره كان وزيرًا للداخلية زمن وقوع عملية الاغتيال، وأضاف قائلاً "نحن نبذل كل الجهود لإتمام هذا الملف". وأوضح العريض أن "وزير الداخلية الجديد لطفي بن جدو يعمل بدوره على تسخير كل الإمكانات الأمنية، ويبذل قصارى جهده مع الفرق المختصة، بغية إلقاء القبض على المرتكب الفعلي للجريمـة". في سياق منفصل، أكد المتحدّث الرسمي باسم ائتلاف "الجبهة الشعبيّة" المعارض في تونس، وزعيم حزب "العمال" (اليساري)، حمة الهمامي، الإثنين، أن "الجبهة لن تتحالف مع حزب نداء تونس، الذي يتزعمه رئيس الحكومة التونسية الأسبق الباجي قائد السبسي، وتتهمه عدد من القوى السياسية بجمع بقايا النظام السابق والعمل على إعادتهم إلى المشهد السياسي". ونفى الهمامي أن يكون الأمين العام السابق لحزب "الوطنيين الديمقراطيين" شكري بلعيد قد حاول في فترة ما أن يقرب بين "الجبهة الشعبية" و"نداء تونس". وأعرب زعيم حزب "العمال" عن قلقه من احتمال تحقيق تقارب وتحالف بين حزب "حركة النهضة" الإسلامي الحاكم وحزب "نداء تونس"، لسبب ما اعتبره "تقارب برامجهما وتقاطع مصالحهما". واتهم حمة الهمامي الحكومة، التي يقودها إسلاميون، والحكومة السابقة التي قادها الباجي قائد السبسي رئيس حزب "نداء تونس"، "ببيع مؤسسات الدولة، وإرغامها على الدخول في تبعية مع بلدان تعمل بالوكالة لصالح أميركا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي"، مشيرًا إلى أن "تونس أصبحت مديونة لقطر وتركيا والسعودية"، مضيفًا ''نرفض أن تكون تونس لعبة في يد حكام قطر والسعودية''. واعتبر الهمامي أن "ائتلاف الترويكا الحاكم في تونس (النهضة، التكتل،المؤتمر من أجل الجمهورية) ليس إلا مجرد غطاء لهيمنة حزب واحد، هو حزب حركة النهضة صاحب الغالبية البرلمانية في المجلس التأسيسي التونسي. وفي سياق منفصل، أكد نائب الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد محمد جمور لـ"العرب اليوم" أن اللجنة المركزية في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد اتفقت على ترشيح زياد لخضر لخلافة الراحل شكري بلعيد في منصب الأمانة العامة، موضحًا أن مقترح اللجنة المركزية سيرفع خلال اليومين المقبلين إلى المكتب السياسي في الحزب، الذي من المنتظر أن يزكي تعيين زياد لخضر أمينًا عامًا للحزب خلفًا لشكري بلعيد، الذي اغتيل في 6 شباط/ فبراير الماضي، عقب تعرضه لإطلاق نار من مجهول أمام منزله، ومازلت التحقيقات والأبحاث جارية في القضية. وقد اجتمعت اللجنة المركزية لحزب الوطنيين الديمقراطيين تحت شعار "وفاءًا للرفيق شكري بلعيد"، واضعة على رأس جدول أعمالها اختيار أمين عام جديد للحزب، إلى جانب النّظر في إمكان إلحاق ممثّلين عن المنتسبين الجُدُد للحزب باللّجنة المركزيّة، فضلاً عن التّطرّق إلى تموقع الحزب في المشهد السّياسي التّونسي في ضوء المستجدّات الرّاهنة، وأفضى الاجتماع إلى توافق بشأن منح زياد الأخضر خطة الأمين العام للحزب، وذلك بعد التشاور بين قيادات الحزب وقواعده. وأكد محمد جمور لـ"العرب اليوم" أن "حزب الوطنيين الديمقراطيين سيعقد ندوة صحافية خلال اليومين المقبلين، لعرض مقررات اللجنة المركزية، وتلاوة بيانها الختامي". وكان زياد لخضر قد صرح قبل ترشيحه رسميًا لمنصب الأمانة العامة لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد أنه "يشفق على نفسه وعلى من سيتحمل هذه المسؤولية"، مشدّدًا على أنه "لا يمكن لأي قيادي في الحزب أن يضاهي قيمة الراحل بلعيد، أو يدخل معه في مجال مقارنة".