واشنطن ـ وكالات
خلص الباحثون إلى أن الخفافيش تفضل النوم فوق نوعين من نباتات الجرة لأنها توفر لها ظروف نوم ملائمة، كما إن هذه النباتات تستفيد في تغذيها من براز الخفافيش. في أدغال جزيرة بورنيو تحرص الخفافيش على اختيار أماكن نومها بعناية. إذ يشترط في هذا المكان أن يكون بعيدا عن أشعة الشمس وآمنا ضد خطر الطفليات والحيوانات المفترسة. والأكثر إثارة للدهشة هو أن خفافيش هاردويك تفضل النوم على نوعين من نباتات الجرة الآكلة للحشرات. غالبا ما تستخدم نباتات الجرة نتوءاتها التي تشبه الأقماع في الحصول على الغذاء. فعندما تنزلق الحشرات بداخلها تقوم العصارات الهضمية بتحليلها وبذلك تحصل نباتات الجرة على المواد الغذائية الأساسية التي هي في حاجة إليها. ويبدو أن النباتات آكلة الحشرات تستفيد أيضا من نوم الخفافيش عليها. فالبراز الذي يطرحه الخفاش على نبات الجرة له نفس الفائدة الغذائية. ويتوفر على مواد كتلك التي تحصل عليها النباتات عند التهامها للحشرات. وبالتالي يعتبر ذلك بمثابة مقابل للإيجار تدفعه الخفافيش لهذه النباتات، ويسمى ذلك بالتعايش في علم الأحياء، حيث يستفيد كل طرف من الآخر. كما توصل الباحثون اليوم إلى وجود نوع آخر من نباتات الجرة تستخدمه الخفافيش لنومها في النهار ويتعلق الأمر بنبتة "bicalcarata". لكن حتى تصبح هذه النبتة صالحة للنوم لابد أن تكون الجرة ميتة أو حصل بها تلف، فعندما تكون النبتة سليمة تكون مملوءة على آخرها بالسوائل المسهلة للهضم. فهذا النوع من النباتات يمكن اعتباره خيارا ثانيا للخفافيش عند بحثها عن مكان للنوم، لكنه ليس مفيدا جدا بالنسبة لها، كما يؤكد ذلك جيرالد كيرت من فريق البحث التابع لمدينة غرايسفيلد. ويضيف ميشائيل شونر، الذي ينتمي بدوره لفريق البحث العلمي التابع لمدينة غرايسفيلد بأن نبتةbicalcarata" لاتوفر فضاء نوم جيد للخفافيش. فالنباتات ذات الجرة الميتة تعتبر الخفافيش أجساما مزعجة بخلاف غيرها من نباتات الجرة الأخرى التي تتعايش مع الخفافيش. فنبتة bicalcarata" لا يمكنها الاستفادة من براز الخفافيش وتحويله لمواد غذائية بسبب افتقداها للعصارات الهضمية وبالتالي تكون الخفافيش هي المستفيدة الأولى في علاقتها مع هذا النوع من النباتات.