واشنطن ـ وكالات
تنبأ باحثون من متحف التاريخ الطبيعي الأميركي، وجامعتي "كولغيت" و"كورنيل" و"يورك"، ومختبرات "إيه تي آند تي" البحثية، في بحث حديث من أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي "لاخضرار" هائل، أو زيادة في الغطاء النباتي الأرضي في القطب الشمالي. مبينين كذلك أن هذا الاخضرار الدراماتيكي سيعزز الاحتباس الحراري بمعدل أعلى مما هو متوقع مسبقا. وبحسب صحيفة ساينس ديلي، كشف الباحثون عن نماذج جديدة تظهر احتمال زيادة نمو الأشجار في القطب الشمالي بنحو 50 % على امتداد العقود القليلة المقبلة. ويقول قائد البحث: إن إعادة توزيع الغطاء النباتي بشكل واسع في القطب الشمالي من شأنه التسبب بأضرار ترجع آثارها إلى النظام الأيكولوجي العالمي. ولقد زاد نمو النباتات في النظام البيئي للقطب الشمالي خلال العقود القليلة الماضية، وهو اتجاه مناخي يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة بحوالي ضعف المعدل العالمي. واستخدم الفريق البحثي أجهزة استشعار مناخية لاسكتشاف كيفية استمرار هذا الاتجاه المناخي مستقبلا. ولتحقيق ذلك، طور الباحثون الأميركيون نماذج تتنبأ بأنواع النباتات بشكل إحصائي، التي قد تنمو في ظل درجات حرارة محددة. وعلى الرغم من الشكوك التي تحوم حولها، إلا أن أنواع النماذج تلك تعد وسيلة فعالة لدراسة طبيعة القطب الشمالي، نظرا لتحديد المناخ القاسي لطبيعة النباتات التي تستطيع النمو عليه، ما يجعل من ذلك النظام أبسط عند تكوين نموذج خاص به، مقارنةً بالمناطق الأخرى مثل المناطق الاستوائية. وتكشف النماذج تحول نصف أنواع النباتات إلى فئة مختلفة، إلى جانب ارتفاع هائل في غطاء الأشجار. وإذا أمكننا التصور، ففي سيبيريا على سبيل المثال، قد تنمو الأشجار إلى مئات الأميال في الجهة الشمالية من خط الأشجار الحالي. ويضيف أحد المشاركين في البحث أن الآثار التي تمت الإشارة إليها، ستمتد أبعد من منطقة القطب الشمالي. حيث قد تصل للتأثير على الحيوانات والطيور في مناطق أخرى. وكمثال على ذلك، ستهاجر بعض أنواع الطيور موسميا من خطوط العرض المنخفضة، معتمدة على إيجاد موائل قطبية معينة، مثل مساحات مفتوحة لبناء أعشاشها على الأرض. هي ظاهرة انعكاس أشعة الشمس عن سطح الأرض، حيث ترتد مرة أخرى إلى الفضاء، إلا أنه وبوجود الغطاء النباتي والأشجار في القطب الشمالي، تتعرض تلك الطاقة للامتصاص، وبالتالي يساهم التأثير الناجم عن التغذية الرجعية الإيجابية في زيادة خطر الاحتباس الحراري وتعزيزه.