مؤتمر دولي لحماية المحيطات

تعكف وزارة الخارجية الأميركية على تنظيم مؤتمر في حزيران (يونيو) المقبل لتسريع العمل الهادف إلى حماية المحيطات. وقال وزير الخارجية جون كيري في الإعلان الذي أصدره عبر الإنترنت «إن هذا المورد العظيم مهدد بسبب الصيد غير المستدام، والتلوث، وبسبب تغير المناخ. في الواقع، إن الكيفية التي يمكننا بها مواجهة هذه التحديات ستساعد في تحديد مستقبل كوكبنا».
وسيشرح الخبراء العلميون من مختلف المناطق، التحديات التي تواجه المحيطات في العالم خلال الاجتماع المزمع عقده في 16 و17 حزيران المقبل في مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن. ويضم الاجتماع مسؤولين حكوميين ومجموعة من أنصار حماية البيئة والأشخاص الذين يمثلون القطاعات الصناعية التي تعتمد على المحيطات مثل قطاعي صيد الأسماك والسياحة.
ومن بين المواضيع التي سيناقشها المؤتمر الحاجة إلى اتخاذ إجراءات تعاونية لحماية هذا المورد، الذي يُعتبر حاسم الأهمية للأمن الغذائي وصحة الإنسان والتقدم العلمي. وتصف «الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي» المحيط بأنه أكبر موطن على الأرض، حيث يدعم نحو 50 في المئة من كل الأنواع على الأرض، ويمتد عبر أكثر من 70 في المئة على سطح الكوكب، كما أن البيئة البحرية تنظم أيضاً حركات المناخ والطقس.
وعلى رغم صعوبة الحصول على بيانات دقيقة، إلا أن البحوث تشير إلى أن أكثر من 50 في المئة من كميات الثروات السميكة في العالم اقتربت من نهايتها ما لم تتوافر إدارة أفضل، وأن نسبة 30 في المئة أخرى يتم الإفراط في استغلالها وتقترب من الانهيار. وتبين بحوث أخرى أن ما يصل إلى 90 في المئة من الأنواع المفترسة الكبيرة، مثل أسماك القرش وأسماك التونة، على سبيل المثال تُفتقد نتيجة للصيد المفرط، ما يتسبب في خلق خلل خطر في التوازن الشامل للنظم الإيكولوجية.
ويبلغ إجمالي ما تدعمه صناعة مصائد الأسماك 500 بليون دولار وتعتبر المصدر الرئيس لتوفير البروتين الضروري لبليون نسمة. وتشكل الحاجة إلى حماية مصائد الأسماك في المستقبل مع استخدام مزيد من الممارسات المستدامة اليوم، قضية أساسية سيعالجها المجتمعون.
وستشكل قضية التلوث أيضاً مسألة رئيسية يجري البحث فيها أثناء المؤتمر. وتعتبر مشكلة الحطام واحدة من مشاكل التلوث الأكثر انتشاراً التي تواجه المحيطات في العالم، والممرات المائية، وفق «الإدارة الوطنية للمحطيات والغلاف الجوي».
أما النفايات والمواد الكيماوية التي تصب في المحيــطات من اليابسة، وعلى رغم قلة ظـــهورها للعيان، تشكل أيضاً مصدراً رئيساً للتلوث والتحــمّض. كما أن زيادة الحـــموضة تحدث بسبب امتصاص المحيطات ثاني أكسيد الكربون الزائد. وزادت حمـــوضة المحـــيطات بواقع 30 في المئة عـــما كانـــت عليـــه قــبل قرن حيـــث أنها تمتص نحو الثلث من كمـــية ثاني أكسيد الكربون المنبعث في الهواء.
إن امتصاص المحيطات لهذه الغازات له فائدة قصيرة الأجل تتمثل في خفض مستويات غازات الغلاف الجوي. أما على المدى الطويل، فإن امتصاص الكربون يغير كيمياء مياه البحر إلى درجة أنها يمكن أن تضر بالحياة البحرية وتغير النظام الإيكولوجي.
وسيُسلط الضوء في المؤتمر على الممارسات التي يجري تطويرها للتصدي لهذه الاتجاهات، وسيسعى المؤتمر إلى تأمين مزيد من الدعم لاعتماد مقرراته على نطاق أوسع من قبل البلدان الممثلة فيه.