برلين ـ وكالات
تقنية جديدة توصل إليها مهندسو بناء سفن في هامبورغ تقلل من مقاومة الماء للسفن وتخفض بالتالي تكاليف الوقودة وتحافظ على البيئة. هذه التقنية جاءت من ملاحظة ظاهرة التجاويف في جلد أسماك القرش المشهورة بسرعتها الفائقة في الماء. في العادة يصاب معظم الناس بالفزع عند رؤيتهم لأسماك القرش، لكن هناك مهندسون يعملون في مجال تطوير السفن، ينظرون إلى أسماك القرش نظرة إعجاب وتبهرهم جلودها على وجه الخصوص. فقشور أسماك القرش التي تسبح في الماء هي قشور من نوع خاص تقلل بشكل ملحوظ من مقاومة الماء لها. ويقول كريستيان يوهانسن من مؤسسة "صناعة وأبحاث السفن" في هامبورغ (HSVA): "تنخفض مقاومة التيارات المائية لسمكة القرش بسبب وجود تجويفات (أخاديد) على جلدها، وهذا يؤدي إلى تمكنها من السباحة بشكل أسرع وبنفس قوة جسمها تقريبا أو على العكس، يمكنها من أن تحافظ على طاقتها أثناء السباحة بنفس السرعة لمسافات طويلة. هذه الخاصية التي تتمتع بها سمكة القرش هي سبب وجيه لصناع السفن ليستفيدوا منها ويقلدوها عند صناعة سفنهم، والمعادلة بسيطة : فكلما انخفضت مقاومة الماء للسفينة انخفضت كمية الوقود المستهلكة ومقدار القوة الدافعة التي تحتاجها أثناء إبحارها. وفي الوقت نفسه تنخفض أيضا معدلات الانبعاثات الغازية، وهذه مسألة مفيدة للبيئة ومالكي السفن على حد سواء. ويكمن سر جلد سمكة القرش في هيكله فهو ليس أملسا بتاتا، وقال كريستيان يوهانسن الذي يرأس قسم المراوح والتجويف بمؤسسة "صناعة وأبحاث السفن" في هامبورغ : "يوجد اعتقاد خاطيء بأن السطح الأملس يواجه مقاومة أقل. لكن الأنسب من ذلك هو الهيكل الأخدودي أو المجوف أو ما تعرف بــ "riblets" - تماما مثلما هو موجود لدى أسماك القرش. هذا الهيكل يتكون من قشور متحركة تمتد من رأس السمكة وحتى ذيلها، في موازاة مع تيار الماء. وهذه التجاويف "riblets" تمنع زيادة تيارات الماء العرضية التي تستهلك الطاقة ولذا فهي غير مرغوب فيها.