التلوث الهوائي في الصين

بدأت بكين اليوم ومنذ الساعة السابعة صباحا بتوقيت الصين فى تطبيق خطة الاستجابة للطوارئ وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان السلطات المحلية "الإنذار الأحمر" الذي يعد أقصى درجات التحذير، وذلك بسبب تعرض العاصمة إلى موجة من التلوث الشديد الناتج عن عوادم المصانع والسيارات وحرق الفحم لتوليد الطاقة.

كانت حكومة المدينة قد حثت في بيان نشر على الموقع الإلكتروني الخاص بها مساء أمس المواطنين على أن يتأهبوا لمواجهة الأسوأ من يوم الثلاثاء حتى الخميس القادمين، وبحسب أوامرها فقد تم إغلاق المدارس ووقف العمل في جميع مواقع البناء وتعليق العمل بأغلب المصانع وحظر مرور عدة أنواع من المركبات وعربات النقل الثقيل على الطرق، إضافة إلى السماح للسيارات باستخدام الطرق بالتناوب على أساس لوحاتها بتحديد أيام للأرقام الزوجية وأخرى للفردية.

وتضمنت التعليمات الخاصة بالإنذار الأحمر، كذلك تنظيف الطرقات مرة على الأقل في اليوم وحظر الألعاب النارية والشواء بالخارج وأي تجمعات أو أنشطة خارجية على نطاق واسع هذا، بالإضافة إلى جعل جداول العمل أكثر مرونة بجميع الشركات ومواقع العمل.

ونصحت السلطات المواطنين بأن يرتدوا الأقنعة الطبية الواقية عند خروجهم في الشوارع وأن يحاولوا قدر الإمكان أن يمنعوا الأطفال والصغار والمرضى، خاصة من يعانون من أمراض تنفسية أو قلبية من التواجد بالخارج.

كما تم التنبيه على المستشفيات بأن يكونوا على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي حالة طوارئ تعانى من ضيق في التنفس أو من أمراض تنفسية أو قلبية.
كان مركز الأرصاد الجوية الصيني قد حذر أول أمس من تعرض بكين والمنطقة المحيطة بها والتي تتضمن مدينة تيانجين ومقاطعة خبى القريبتين، إلى موجة جديدة من التلوث الهوائي الشديد خلال هذا الأسبوع بعد أقل من أيام من الموجة الأولى. وقد سجلت مؤشرات أجهزة الرصد البيئي اليوم بالفعل ارتفاع مقدار التلوث الهوائي في بكين 12 مرة فوق المعدل الآمن الذي تعتمده منظمة الصحة العالمية.

ويعزو الخبراء موجة التلوث الجوى الحالي ببكين التي من المتوقع أن تستمر نحو ثلاثة أيام إلى عدة أسباب، منها الطقس الدافئ نسبيا وسكون الرياح، إضافة إلى عوادم السيارات والانبعاثات المتزايدة من محطات إنتاج الطاقة العاملة بالفحم لسد حاجة سكان العاصمة الصينية الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 20 مليون نسمة للتدفئة في جو الشتاء.