واشنطن ـ د.ب.ا
نجح فريق دولي من العلماء في فك شفرة الخريطة الجينية "الجينوم" لذبابة تسي تسي التي تمص دماء البشر وتتسبب في مرض النوم في أرجاء القارة الأفريقية مما يفتح الباب على مصراعيه أمام استغلال الأسرار البيولوجية لهذه الحشرة في استئصال شأفة هذا الداء الفتاك.
وتتوج النتائج التي أعلنت، أمس الخميس، جهودا استمرت عشر سنوات وتكلفت ملايين الدولارات وشارك فيها أكثر من 140 عالما من 78 مؤسسة بحثية في 18 دولة، ونشرت نتائج الدراسة في دورية "ساينس" وفي دوريات أخرى.
ولسعة واحدة من ذبابة تسي تسي كفيلة بانتقال كائن حي متطفل يسبب مرض النوم بين سكان منطقة جنوب الصحراء الكبرى علاوة على نوع من المرض يصيب الحيوانات يسمى ناجانا ويهدد بهلاك الثروة الحيوانية فضلا عن الخسائر الاقتصادية.
ومن بين الأسرار البيولوجية الغريبة التي باحت بها دراسة التسلسل الجيني والجزيئي لذبابة التسي تسي أنها تضع صغارا بدلا من وضع البيض مثلها مثل بقية الحشرات، وتغذي اليرقات داخل الرحم بنوع من اللبن، وتنجذب بصورة غير مألوفة نحو اللونين الأزرق والأسود، ولا تتغذى إلا على الدم.
وعبر العلماء عن تفاؤلهم بان اكتشاف المحتوى الجيني الكامل للذبابة قد يفضي إلى ابتكار سبل جديدة لمكافحة الحشرة مثل استخدام مادة كيماوية توقف دورة حياة وتكاثر الذبابة تسي تسي أو تحسين المصايد الحالية المستخدمة في اصطياد الحشرة وقتلها.
وتسبب "تسي تسي" البؤس للإنسان والحيوان على حد سواء وقد وجدت قبل وقت طويل من ظهور الإنسان إذ عثر على حفرية لهذه الذبابة في كولورادو يرجع عهدها إلى نحو 34 مليون عام.