واشنطن ـ وكالات
اكتشف علماء من جامعة "براون" الأميركية نوعا من الخفافيش تستخدم دفق الدم لإعادة تشكيل ألسنتها أثناء سعيها لالتهام الغذاء. ويصور هذا التصرف الديناميكي اللسان "كماسح" فعال للرحيق، بإمكانه جعل الباحثين يستلهمون إيجاد نماذج اصطناعية حديثة مضاهية لها. وهناك صفتان يتشارك بهما عمال النظافة والخفافيش التي تتغذى على رحيق الأزهار، الصفة الأولى أن كليهما يرغب بمسح أكبر قدر ممكن من الرحيق وبأقصى سرعة ممكنة، أما الثانية فهي حيازتهما لمعدات خاصة لذلك العمل. وتوضح الطالبة "كالي هاربر"، بحسب ما نشرته مجلة "ساينس ديلي" أخيرا، أن هذه المسألة تعتبر عادية لما يمكن للطبيعة تطويره، فطرف اللسان ذكي لدرجة مدهشة، وتميل البنى الهيدروليكية المتعلقة بالمياه في الطبيعة لتكون بطيئة مثل أنبوب قدم نجم البحر. إلا أن ألسنة الخفافيش سريعة للغاية، والسبب يعود لنظام الأوعية الدموية الذي يرتكز على الحلمات الشبيهة بالشعر والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من العضلات، علاوة على الهياكل الثابتة الحجم كجذوع الفيلة ومجسات الحبار. بمعنى آخر، لدى ألسنة الخفافيش الاسطوانية شبكة من الألياف العضلية التي تنكمش، بالتالي يصبح اللسان أكثر نحافة وأطول، حيث يمتد كلما أوغل الخفاش في الزهرة. وتذكر الدراسة أيضا أن انكماش العضلات يؤدي لضغط الدم في وقت واحد على حلمات اللسان الصغيرة التي تشبه الشعر. وبينما يتم دفع الدم لطرف لسان الخفاش، تتوهج الحلمات لتتعامد على محور اللسان. ولا يوفر ذلك سطح لسان مكشوف فحسب، بل أيضا عرضا يسمح بعمل اللسان كجهاز جامع للرحيق يمتاز بفاعلية عالية. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو حدوث انكماش وتوسع طرف لسان الخفاش بمجمله خلال فترة قياسية، لا يتعدى جزءا من الثانية. وتتطلب عملية تحليق الخفاش طاقة كبيرة، لذلك ينبغي أن تقتات تلك الأنواع على رحيق الأزهار المحتوية على سعرات حرارية كبيرة وفي مدة قياسية.