إنقاذ محصول الأرز في الفلبين


أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" أن عشرات الآلاف من مزارعي الفلبين بدأوا يجنون أول حصادهم من الأرز، عقب ستة أشهر فقط على أحد أسوأ الأعاصير (اعصار هايان) الذي خلّف حقولهم في حالة يرثى لها ودمر سبل معيشتهم.
وذكرت "فاو" في بيان لها اليوم ان خطتها نجحت في مساعدة عشرات الآلاف من مزارعي الأرز بسرعة على تحسين أوضاعهم واستعادة زراعة حقولهم المدمرة بفعل الكارثة، وتحقيق نموذج من التعاون الوثيق مع الحكومة الوطنية على جميع المستويات.
كما قدمت منظمة "فاو" 13000 من الأدوات الزراعية، وأكثر من 4500 طن من الأسمدة إلى 80000 من الأسر المتضررة. واليوم يجني مزارعو الأرز الفلبينيون ثمار تدخل المنظمة ، والذي جاء بالنسبة لهم بمثابة الخطوة الأولى والحاسمة على طريق الانتعاش.
وبالإضافة إلى الأضرار الواسعة النطاق التي تكبدتها زراعة الأرز، تضرر نحو 33 مليون من أشجار جوز الهند أو دمرت من جراء الإعصار الكاسح مما أثر على معيشة أكثر من مليون من مزارعي هذه الثمرة الرئيسية في الفلبين. ونظراً إلى أن أشجار جوز الهند تستغرق من ست إلى ثماني سنوات قبل أن تعاود الإنتاج مجدداً، فإن صغار مزارعي جوز الهند بحاجة إلى دعم مؤقت لتدبير مصادر دخل بديلة - لا سيما وأن معظمهم اعتمدوا كلياً على أشجار جوز الهند كمورد لمعيشتهم.
وبعد التشاور مع المجتمعات المحلية، وبالتعاون الوثيق مع وزارتي الزراعة والإصلاح الزراعي، وهيئة جوز الهند الفلبينية، ومكتب الصناعات الحيوانية، والمؤسسات الحكومية الأخرى ذات الصلة تعزم منظمة "فاو" مساعدة 30000 من صغار مزارعي جوز الهند من خلال توفير بذور الخضروات والأدوات الزراعية، ومعدات ما بعد الحصاد، وتربية الماشية مثل جاموس الماء والماعز والخنازير والدواجن.
ويتمثل الهدف في تنويع سبل معيشة المزارعين وأصحاب الحيازات الصغرى، وبالتالي تدعيم قدرتهم على الاستجابة المرنة إزاء الكوارث مستقبلاً.
وبالنظر إلى أن الإعصار أحاق أيضاً أضراراً بالغة بغطاء المانغروف الذي يشكل نظاماً ايكولوجياً ساحلياً فائق الأهمية للأمن الغذائي المحلي، تخطط "فاو" بالتعاون مع مكتب إدارة الغابات لدى إدارة البيئة والموارد الطبيعية، بغية دعم إعادة تأهيل نظم الزراعة المختلطة بالغابات وأشجار المانغروف وغاباتها، ومساعدة ما يقرب من 5000 من المزارعين الأشد ضعفاً وإمدادهم بالمدخلات الزراعية والثروة الحيوانية.
وإلى جانب أشكال الدمار الأخرى، حاقت العاصفة خراباً بأصول عدد كبير من الصيادين، بدءاً من قوارب الصيد والمعدات إلى أحواض تربية الأحياء المائية والمرافق الساحلية. وتضرر ما يقدر بنحو 30000 من القوارب، دُمر منها 10000 أو فُقد تماماً.
وفي تصميم وتنفيذ مشروعات الإنعاش، حرصت منظمة "فاو" على ضمان ألا تتجاوز قدرات الصيد المنتظر استعادتها، مثيلتها خلال مرحلة ما قبل الإعصار وأن يتلقى الصيادون معدات صيد انتقائية وغير ضارة بالبيئة؛ بالإضافة إلى دعم المدخلات والتوجيه الفني للممارسات المسؤولة. والمنتظر أن يستفيد نحو 17000 أسرة صغيرة تعتمد على الصيد من هذه الأنشطة.
وفيما وراء الإنعاش المباشر تتطلع المنظمة إلى تعزيز مرونة الاستجابة وقدرات الصيد لدى المجتمعات المحلية، على مواجهة الكوارث الطبيعية مستقبلاً.
يذكر انه قام على دعم أنشطة منظمة "فاو" لإعادة التأهيل من جراء إعصار "هايان" كل من صندوق الأمم المتحدة المركزي للطوارئ (CERF)، وقسم المساعدات الإنسانية وإدارة الحماية المدنية لدى المفوضية الأوروبية (ECHO)، وحكومات بلجيكا، وكندا، وفنلندا، وايرلندا، وإيطاليا، واليابان، ونيوزيلندا، والنرويج، وسويسرا، والمملكة المتحدة.