لندن ـ وكالات
تستخدم أشعة الليزر في مجالات متعددة في الطب والصناعة، وقد أثبتت دراسات حديثة أن لأشعة الليزر تأثيرا على الخلايا النباتية، وأن لها فاعلية على الكثير من الوظائف النباتية، بما يعني امتداد أثر أشعة الليزر الفعال إلى المجال الزراعي. وفي دراسة أجراها الباحث المصري سامي علي متولي، بقسم نباتات الزينة والأشجار الخشبية في المركز القومي للبحوث في مصر، وجد أن لأشعة الليزر تأثيرا على الخلية النباتية، حيث إن الضوء الأحمر له علاقة بتنبيه أو تنشيط الإنزيمات الخاصة التي تؤثر في نمو واستطالة الخلايا وتكوين الجذور، أما الضوء الأزرق فيشجع أو ينبه إنزيمات تخليق هرمون السيتوكنين الذي يؤثر بدوره في الأنسجة النباتية وفي انقسام الخلايا. مع مراعاة أن تأثير الليزر يختلف باختلاف الجرعة المستخدمة، وزمن التعريض، ونوعية الليزر، ونوعية النسيج النباتي المستخدم (بذور، شتلة، أنسجة نباتية). كذلك يمكن لليزر أن يؤثر على الكثير من الوظائف النباتية، مثل تنشيط أو تثبيط أو تدمير الأحماض النووية بواسطة الفوتونات الضوئية الخارجة من شعاع الليزر، وقد يحدث ضرر في النظام الأيضي (نظام التمثيل الغذائي) أو الحيوي بإحداث تدمير لهرمونات بعينها داخل النبات بالامتصاص المباشر للأشعة، وقد تحدث زيادة في تخليق مركبات معينة، مثل تخليق البروتين عند التعرض للأشعة الحمراء. ويلفت صاحب الدراسة إلى أن أشعة الليزر أثبتت جدواها في المجال الزراعي، حيث استخدمت في عملية تعقيم داخل مختبر زراعة الأنسجة، وفي دفع النبات للنمو والتزهير المبكر، وفي الحصول على جودة عالية من النمو والتزهير، وفي دفع البذور للإنبات السريع. ويبين أنه من خلال التجارب العلمية التي أجريت على نبات الجربيرا (أحد نباتات الزينة)، ظهر أن لأشعة الليزر تأثيرا واضحا على التركيب التشريحي لأوراقه، حيث أجريت دراسة مستفيضة في ذلك، ووجد تأثير واضح لأشعة الليزر المنفردة أو المتداخلة مع هرمون البروجيسترون على زيادة الحزم الوعائية وزيادة خلايا الخشب، وهو ما يعني أن استخدام أشعة الليزر في الأشجار الخشبية يؤدي إلى تحسين المواصفات الخشبية وجودة الخشب. ولفت إلى أنه حاليا تجرى أبحاث جديدة باستخدام أشعة الليزر للتعامل مع النباتات التي تزرع تحت ظروف بيئية غير مناسبة، بعد أن وجد أن المعاملة بأشعة الليزر تعطي النبات مقاومة لظروف العطش الشديد أو الملوحة.