بكين - شينخوا
عقدت الصين وبريطانيا حلقة نقاشية حول الإغاثة من الزلازل، في بكين الأسبوع الماضي بعد خمسة أيام من الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وعلى مدار ستة أيام شارك في الحلقة 40 خبيرا ومسؤولا من الصين والأمم المتحدة وبريطانيا ودول آسيوية أخرى مثل نيبال وبنجلاديش للمشاركة فى خبرات التعامل مع الكوارث عن طريق التدريب علي الرعاية الطبية والبحث والإنقاذ وتدريبات وندوات التعامل مع المعدات اللازمة وصياغة شكل أشمل للتعاون المتبادل. وقال وانغ نيان فا المدرب في قاعدة التدريب الوطني للبحث والإنقاذ "بدأ بناء قدرات الإغاثة من الزلازل في الصين منذ 10 أعوام فقط لكن بالدعم القوي من جانب الحكومة تحسنت تلك القدرات ووصلت لمستوى متميز". وقال تشو قوه شنغ الأستاذ في خدمة الدعم الوطني للتعامل مع الكوارث ونائب رئيس الجمعية الدولية لإدارة حالات الطواريء "كان زلزال ونتشوان عام 2008 نقطة تحول في قدرات الإغاثة من الزلازل للصين وبعدها نمت تلك القدرات بسرعة كبيرة. وفي عام 2009 اجتاز فريق البحث والانقاذ الصيني الدولي، أول فريق إنقاذ متخصص بالصين، التصنيف الخارجي لفرق البحث والانقاذ وأصبح فريق الانقاذ المتخصص الثاني عشر على مستوى العالم". وقال إن هذا يعني أن فريق البحث والإنقاذ الصيني الدولي يمكنه توفير خدمة عالية الكفاءة في المناطق التي تتعرض لزلازل كفريق مؤهل، كما قمنا بوضع سلسلة من الآليات المجربة واجراءات العمل الضرورية. وعرض وانغ الذي قام بإنقاذ 49 شخصا في ونتشوان وغامر بحياته في بعثات كبرى للإنقاذ في هايتي واندونيسيا ونيوزيلندا بصفته أحد أعضاء فريق الانقاذ الصيني ،خبراته المباشرة في الإنقاذ خلال الحلقة النقاشية، وشارك الحضور خبرة الصين في بناء فريق إنقاذ متخصص جنبا إلى جنب مع غيره من الخبراء والمسؤولين الصينيين. وقال براديب كويرالا من وزارة الشؤون الداخلية النيبالية "شاهدنا خلال حلقة النقاش كيف قامت الصين بعمل جيد في التعامل مع الوضع بعد الزلازل. ومن أداء الصين يمكننا أن نقوم بتأسيس قوات لمكافحة الكوارث في نيبال باستخدام نفس الاجراءات والآليات والسياسات". واضاف إن الصين جارة نيبال وإن فريق البحث والانقاذ الصيني الدولي هو الأقرب لنيبال وإذا تعرضت نيبال لزلزال قوي سيكون الفريق الصيني وخبراته ذا أهمية حيوية لأعمال الإغاثة من الزلزال في نيبال. وفي المتوسط تسببت الكوارث الطبيعية في مقتل أكثر من 65 ألف شخص في آسيا بالاضافة لتضرر نحو 220 مليون شخص سنويا خلال الفترة ما بين عامي 2002 و2011 وفقا لما أعلنته الاستراتيجية الدولية للأمم المتحدة لمكافحة الكوارث، لكن التنسيق والتعاون الاقليمي في إدارة الكوارث لا زال بعيدا عن الملائم في أكثر مناطق العالم عرضة للكوارث الطبيعية. وقال أحد المشاركين في ورشة العمل ضمن بعثة بنجلاديش في برنامج الأمم المتحدة الانمائي "تلك هي المرة الأولى التي نعلم فيها أن الصين تمتلك مثل هذه القدرات للإغاثة من الكوارث". وقال لاي هونغ تشو رئيس وحدة مكافحة الكوارث في وزارة الشؤون المدنية الصينية إن الصين ستتعاون مع بنجلاديش ونيبال عن طريق دراسة سياسة الإغاثة من الزلازل ومشاركة المعلومات وبناء اتصالات تجريبية. عقدت الحلقة النقاشية في إطار برنامج المشاركة والتعلم في إدارة الكوارث على أساس مجتمعي في آسيا الذي شارك في إطلاقه وزارة الشؤون المدنية الصينية وإدارة التنمية الدولية ببريطانيا وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في يناير عام 2013. ويهدف البرنامج لزيادة قدرات التكيف مع الكوارث مثل الزلازل والفيضانات والأعاصير في الدول النامية عن طريق تعزيز التعاون الاقليمي في مكافحة الكوارث على أساس مجتمعي. وقال كريس تشالمرز رئيس فرع الصين لإدارة التنمية الدولية البريطانية إن شراكة التنمية العالمية بين الصين وبريطانيا تعد نموذجا ناجحا للغاية يوفر المجال المطلوب لبريطانيا والصين لمشاركة التجارب والخبرات مع الدول النامية الأخرى. وقال "إن العمل مع الصين في التعاون الاقليمي في آسيا يمثل فرصة لحث الدول على العمل معا ومناقشة حلول المشكلات الشائعة وتبادل أفضل التطبيقات". وإلى جانب مكافحة الكوارث أطلقت الصين وبريطانيا أيضا برامجا في مجالات أخرى مثل الصحة والزراعة من أجل مساعدة بقية الدول النامية. وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في وقت سابق من الشهر الجاري إن العلاقات بين الصين وبريطانيا لا تؤثر فقط على البلدين وانما لها أهمية عالمية أيضا. ودعا شي البلدين الى تكثيف التعاون في العلاقات الدولية والتعامل مع التحديات الدولية معا. وقال كاميرون إن التنمية في الصين تصنع عهدا جديدا وتفيد الشعب الصيني وتوفر فرصا هامة للعالم. وقد تعاونت عدة هيئات حكومية صينية مع إدارة التنمية الدولية البريطانية خلال العقد الماضي في برامج مثل مكافحة الايدز والسل والتعليم الأساسي وإدارة موارد المياه بهدف تعزيز تنمية قطاعات الصحة والتعليم والزراعة في الصين. وقال تشالمرز إن الصين قوة عالمية بالفعل فيما يتعلق بقضايا التنمية الدولية وإن بقية الدول النامية قد يمكنها التعلم من النجاح غير المسبوق للصين. وفي ظل شراكة التنمية العالمية بين الصين وبريطانيا التي تأسست في عام 2011 سيركز البلدان من الآن فصاعدا على التعاون من أجل خفض معدل الفقر وتحقيق أهداف الألفية التنموية في الدول النامية الأخرى.