الكويت - كونا
تعتبر مشكلة تلوث الهواء في الكويت من المشكلات البيئية الخطيرة التي قد تصل الى حد الاضرار بالبيئة وبصحة الانسان بشكل كبير نتيجة لما يتعرض له الهواء المحيط بنا لملوثات عديدة منها الغازات المنبعثه من عوادم السيارات. ووفقا لما ذكرته ادارة رصد ومتابعة جودة الهواء التابعه للهيئة العامة للبيئة ان التلوث الناتج عن عوادم السيارات يعتبر المصدر الرئيسي لملوثات الهواء في الكويت لما تطلقه من كميات هائلة من الغازات السامة المضرة بصحة الانسان الى جانب الاخلال بالنظام الطبيعي للبيئة نتيجة ارتفاع الاوزون في الارض. وتعتبر الغازات المنبعثة من عوادم السيارات اثناء الحركة المرورية الاخطر على صحة الانسان من ملوثات المصانع نتيجة لتواجدنا بشكل مستمر امام مصدر التلوث وعدم اخضاع السيارة الى الصيانة الدورية يؤدي الى انبعاث غاز من عادمها يوازي انبعاثات عوادم 10 سيارات. وبينت الهيئة العامة للبيئة ان الغازات السامة المنبعثة من احتراق البنزين والديزل الذي يخرج من عوادم السيارات بواقع 60 مترا مكعبا للسيارات الصغيرة و120 مترا مكعبا للسيارات الكبيرة كل ساعة تشغيل تتسبب بالكثير من الضرر على البيئة. ووفقا لوزارة الداخلية هناك 400 الف سيارة من اصل مليون و600 سيارة في الكويت مستهلكة وقديمة بمعنى انها غير صالحة للخدمة. وفي هذا السياق قال مدير عام الجمعية الكويتية للسلامة المرورية سلطان الجزاف لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان الغازات المنبعثة من عوادم السيارات تعتبر من الغازات الخطرة لها تأثيرات سلبية كبيرة على البيئة وصحة الانسان اهمها غاز اول اكسيد الكربون الذي يعتبر غاز سام عديم اللون والرائحة علاوة على انه سريع الانتشار. واضاف ان هناك اعراض عديدة تظهر على الانسان جراء التعرض لهذا الغاز منها الشعور بالتعب وطنين الاذن اضافة الى صعوبة التنفس وانخفاض ضغط الدم ونقص في الرؤية والسمع وارتخاء في عضلات الجسم وفي حال التعرض لهذا الغاز بشكل كبير ولمدة طويله فهناك احتمال ان يؤدي ذلك الى الاغماء والوفاة . كما ان مادة الرصاص الناتجة عن عوادم السيارات تؤثر بشكل كبير على نمو الاطفال خاصة على وظائف المخ مثل التركيز و التناسق العضلي والقدرة على النطق. واضاف الجزاف ان مشكلة تلوث الهواء الناتجة عن عوادم السيارات تعتبر مشكلة عالمية تعانيها جميع الدول منها وعادة ما تحرص مصانع السيارات بضغط من منظمة الصحة العالمية والمنظمات البيئية الى التقليل قدر المستطاع من هذه الغازات التي تنبعث من عوادم السيارات من خلال تطوير فلاتر داخل هذه العوادم اضافة الى تطوير محركات يستعمل بها وقود صديق للبيئة. واكد حرص الجمعية الدائم على نشر التوعية المرورية من خلال تثقيف الناس حول اهم المخاطر التي قد تواجههم في الطريق كما انها تهتم بسلامة قائدين المركبات وحثهم على الكشف على عوادم السيارات بشكل مستمر واتخاذ التدابير اللازمة في حال وجود اي عطل او تلف بها. وبين ان التشريعات الموجودة في الكويت غير كافية اتجاه هذه المشكلة موضحا الحاجة الى المزيد من القوانين والشروط الصارمة لاجبار المركبات على الفحص الدوري للعوادم للتأكد من سلامتها اضافة الى التشدد في الالتزام بالشروط البيئية ومراقبة شركات قطع الغيار ومنع استيراد العوادم المقلدة التي لا تتوافر فيها شروط الامن والسلامة البيئية. وقال الجزاف ان الادارة العامة للمرور تبذل جهودا كبيرة حول هذه المشكلة من خلال الفحص المفاجىء للسيارات في الطرقات وسحب المركبات المتهالكة وغير المطابقة لشروط الامن والسلامة البيئية مؤكدا على ضرورة ايجاد وسائل اخرى للنقل كالنقل العام والمترو حيث انها كفيلة في التخفيف من تلوث الهواء. يذكر ان الكويت تواجه تحديا بيئيا كبيرا حيث انها احتلت المرتبة العاشرة من بين 91 بلدا في تلوث الهواء وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2011 مشيرا ان هواء الكويت يحتوى على 147 نوعا مختلفا من البكتيريا فضلا عن الفطريات التي تساعد على نشر الامراض. كما احتلت الكويت المركز 32 والاخير من حيث الحيوية البيئية وحلت بالمركز ال 126 عالميا وال13 من بين 15 دولة عربية وفقا لمؤشر الاداء البيئي لعام 2012 الصادر عن السياسات والقوانين البيئية التابع لجامعة بيل الامريكية ومركز المعلومات الدولية لعلوم الارض التابع لجامعة كولومبيا بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي في جنيف.