القاهرة – العرب اليوم
قد يتساءل البعض ما هي الفائدة من رسم عيون على مؤخرات الأبقار، هل من أجل الزينة أم لشيء أكثر أهمية؟ اتضح مؤخراً أن رسم العيون على مؤخرات الأبقار وحيوانات المزرعة قد ساعد في ردع الأسود من مهاجمة هذه الأبقار، وأيضاً ساعد في منع الانسان من الانتقام من هذه الحيوانات المفترسة.
يبدو بأن هذا العمل هو استراتيجية لحماية حيوانات الماشية الضعيفة، لكن في الواقع فإن هذه الفكرة تهدف إلى حماية الأسود الإفريقية المهددة بالانقراض من الانتقام البشري. يقول الدكتور نيل جوردن، وهو عالم الأحياء من جامعة نيو ساوث ويلز لعلوم النظام الإيكولوجي، إن الأسود تهاجم المواشي، لذلك فإن المزارعين يضطرون إلى استخدام وسائل مختلفة لحامية مواشيهم حتى لو قتلوا تلك الأسود، حيث يلجأ البعض إلى إطلاق النار أو تسميم الحيوانات المفترسة لمنعها من مهاجمة المواشي.
جاء الدكتور جوردن بفكرة رسم عيون على مؤخرات حيوانات الماشية لمحاولة ردع الأسود من الهجوم على هذه الحيوانات، إذ إن الأسد يظن بأن هذه الحيوانات تنظر مباشرة إليه عند محاولته الانقضاض عليها من الخلف، مما يجعله يتخلى عن المطاردة.
في العام الماضي، تعاون جوردن مع مشروع BPCT في أفريقيا، حيث قام بتنفيذ استراتيجية كان يطلق عليها اسم "iCow”. رسم الباحثين عيون على مؤخرات ثُلث القطيع (62 من الماشية)، وتم حساب عدد الماشية التي تعود كل ليلة. بعد فترة 10 أسابيع، كانت النتائج مشجعة، حيث قُتلت ثلاث بقرات لا تحمل رسمة العيون على يد الأسود، ولم تُقتل أي بقرة تحمل رسومات العيون.
هذا الشهر عاد جوردن لمواصلة أبحاثة، وقد تمكن من جمع أكثر من 8000 دولار من المنصة العلمية للتمويل الجماعي Experiment. سيقوم جودن بوضع طوق GPS لتحديد المواقع على الأبقار وأيضاً على أسود البرية بعد تخديرها، ثم سيقوم برسم عيون على مؤخرات تلك الأبقار، بعد ذلك سيعمل على تتبع ومراقبة تحركات الأبقار والأسود لتحديد ما إذا نجحت الاستراتيجية.
في حال نجاح العيون الوهمية، فإن هذا يدل على أنها وسيلة فعالة لردع الأسود من مهاجمة الماشية، وسيقوم بتزويد المزارعين في بوتسوانا وغيرها من الأماكن بأدوات لحماية حيواناتهم.