لندن – العرب اليوم
أظهرت دراسات حديثة متعددة أن غالبية سكان العالم اليوم تعود أصولهم إلى موجة واحدة من جماعات الإنسان القديم غادرت أفريقيا قبل 80 ألف عام، بحسب ما نشرت مجلة «نيتشر» العلمية البريطانية.
وكان العلماء قبل هذه الدراسات ينقسمون الى رأيين، الأول يقول ان اسلاف البشر تركوا مهد البشرية في أفريقيا في موجة هجرة كبيرة واحدة قبل 80 ألف عام، وعليه يكون كل سكان العالم من غير الافارقة لهم اصل مشترك.
اما الرأي الثاني، فهو أن الانسان خرج من أفريقيا في موجات هجرة عدة، كان أولها قبل 120 الف عام. وانتقل هؤلاء المهاجرون الذين كانوا يشكلون طلائع الانسان المعاصر إلى جنوب شرقي آسيا واستراليا، ثم تحركت موجات أخرى من المهاجرين باتجاه اوروبا القارية.
وعمل الباحثون في دراسات ثلاث حديثة نشرت الاربعاء، على تحليل الحمض النووي لـ800 شخص يشكلون تنوعاً كبيراً في الاعراق البشرية. في الدراسة الاولى، حلل الباحثون في جامعة «هارفارد» مجينات تعود إلى 300 شخص ينتمون إلى 142 جماعة عرقية مختلفة تتوزع في مختلف نواحي الارض.
وقال الباحثون إن «الابحاث أظهرت أن السكان الأصليين في استراليا وسكان غينيا الجديدة لهم اصل مشترك مع كل سكان الارض من غير الافارقة».
وتوصلت الدراسة الثانية، التي اعدها باحثون في جامعة «كوبنهاغن» إلى خلاصات مماثلة، بعد تحليل وراثي لـ83 أسترالياً و25 من سكان بابوازيا غينيا الجديدة، وتبين أن الكل يعود أصله إلى جماعة من البشر هاجرت من أفريقيا قبل 72 ألف عام.
وتشير الدراسة الثانية إلى أن الجماعة المهاجرة سرعان ما تفرقت بعد الخروج من أفريقيا، وانقسمت الى مجموعتين، واحدة استوطنت جنوب اسيا، والثانية استقرت في اوروبا.
أما الدراسة الثالثة فتحدثت عن هجرات صغيرة قبل الهجرة الكبيرة، وكشفت أن أقل من 2 في المئة من المجين البشري لسكان غينيا الجديدة يشير إلى انهم ينحدرون من جماعة هاجرت من أفريقيا قبل 120 ألف سنة، أي قبل تلك التي استوطنت اوروبا.
وفي مقال نشرته «نيتشر» علق باحثون لم يشاركوا في الدراسة بتأييد فكرة ان غالبية سكان الارض اليوم يعودون إلى موجة هجرة كبيرة واحدة خرجت من أفريقيا، اما الموجات الصغيرة التي سبقتها فلم تكن ذات اهمية تذكر، وليس لها تأثير كبير على الخاصيات الوراثية للجماعات البشرية اليوم.