الدوحة ـ وكالات
افتتحت وزارة البيئة وبرعاية شركة حصاد، ساحة "المزروعة "للمنتجات الزراعية بهدف دعم المنتج القطري وخفض التكاليف التسويقية التي يتحملها المزارع القطري خاصة وأن التسويق يعتبر من العمليات الهامة لأي نشاط اقتصادي لما يقوم به من خدمات تربط بين الإنتاج والاستهلاك. افتتح المشروع، المهندس عبدالله الكواري مدير قطر خضراء نيابة عن سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني، مدير الإدارة العامة للبحوث والتنمية الزراعية بوزارة البيئة، ويهدف المشروع إلى زيادة أهمية التسويق للإنتاج الزراعي بصفة عامة والحاصلات البستانية بصفة خاصة، لما تتصف به هذه المحاصيل من كونها سلعا سريعة العطب علما أن العملية التسويقية تحتاج للعديد من المقومات لتسهيل أدائها ومهامها. وكرم الكواري في الاحتفال الخاص الذي أقيم بهذه المناسبة بمقر الساحة في أم صلال، عددا من الجهات والأفراد الذين ساهموا في إنجاح هذا المشروع. وقال المهندس يوسف خالد الخليفي مدير إدارة الشئون الزراعية بوزارة البيئة في الاحتفال،إن من أهم مقومات العمل على تطوير البنية التسويقية،إنشاء أسواق جديدة للسلع الزراعية بالقرب من مناطق الإنتاج لتسهيل تسويق المنتج الزراعي، منوها أنه من هذا المنطلق جاء افتتاح ساحة المرزوعة للمنتجات الزراعية من جانب وزارة البيئة. ولفت إلى أن مكان المشروع يعتبر من الأماكن المناسبة لإقامة السوق "فهو يقع بالقرب من عدد كبير من المزارع التي تقوم بإنتاج وتسويق السلع الزراعية القطرية على نطاق تجاري فيما يعاني أصحاب تلك المزارع من صعوبات عديدة في التسويق لسوق الدوحة المركزي،مبينا أن أهم هذه الصعوبات يتمثل في استغلال الوسطاء والسماسرة الذين يحتكرون تسويق السلع الزراعية المحلية في البلاد. ونوه مدير إدارة الشئون الزراعية إلى أن فكرة إنشاء السوق تقوم على إتاحة الفرصة للمزارع القطري ،أو من ينوب عنه، في تسويق إنتاجه بساحة بيع المنتجات الزراعية بالمزروعة بنفسه دون وسطاء ودون تسديد أي رسوم أو عمولات نظير ذلك. وعبر عن الشكر للجهات المساهمة في المشروع ومنها شركة حصاد، وطالب المزارعين الالتزام بالأسعار اليومية للمنتجات والتقيد أيضا بعرض المنتجات القطرية التي في مزارعهم مع الاهتمام بجودة المنتج. كما نوه بدور أصحاب المزارع والجمهور والإعلام، باعتبارهم شركاء في عملية إنجاح هذه التجربة. ومن المنتظر أن يشارك في سوق ساحة المزروعة للمنتجات الزراعية حوالي 22 مزرعة بالمنطقة، توفر الخضراوات الورقية الخضراء يومية الاستهلاك، وكذلك المحاصيل الزراعية الأخرى مثل الطماطم والخيار والكوسا والباذنجان وغيرها من المحاصيل الزراعية المحلية. ومن الفوائد التي تتحقق من إقامة ساحة عرض المنتجات الزراعية بالمزروعة، خفض التكاليف التسويقية التي يتحملها المزارع القطري وذلك بسبب عدم تسديد عمولات البيع للسماسرة ثم انخفاض تكاليف نقل السلعة للسوق نتيجة قرب المسافة بين المزارع المستهدفة بالمشروع وساحة المزروعة مقارنة بنظيرتها في سوق الدوحة المركزي، الأمر الذي ينعكس في صورة زيادة في أرباح المنتج الزراعي القطري فضلا عن زيادة الكفاءة التسويقية نتيجة خفض تكاليف التسويق كنتيجة لانخفاض أرباح الوسطاء مع المحافظة على جودة المنتج الزراعي. وسيكون البيع بالساحة أيام،الخميس، والجمعة،والسبت،من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء. من ناحيته أعرب السيد مبارك راشد السحوتي، العضو المنتدب بالشركة الوطنية للتصنيع التابعة لشركة حصاد في حفل الافتتاح، عن الشكر لوزارة البيئة لدعمها المزارعين ولتعاونها مع الشركة الوطنية في بعض المشاريع ومنها ساحة المزروعة للمنتجات الزراعية. وقد افتتحت الشركة الوطنية جناحا خاصا بها لبيع الفواكه بساحة المزروعة للمنتجات الزراعية ليكون من نقاط الجذب للساحة، فيما أقامت الشركة العربية لإنتاج الخضروات، إحدى شركات حصاد، مشتلا صغيرا بالساحة أيضا. وتمنى السحوتي أن تكون ساحة المزروعة للمنتجات الزراعية، مستقبلا بمثابة سوق مركزي مصغر وأن تساهم في تنمية القطاع والإنتاج الزراعي. ومن شأن فكرة تسويق المنتج الزراعي لإنتاجه دون وسطاء، مساعدة المزارعين في التعرف على الأسعار الحقيقية لمنتجاتهم وأثر تحسين المنتج الزراعي على السعر المتحصل عليه، مما يشجع العملية التسويقية ويؤدي إلى زيادة الكميات من الإنتاج الموجهة للتسويق. ومن المتوقع وصول كميات كبيرة من المنتجات الزراعية القطرية إلى سوق ساحة المزروعة خلال الفترة القادمة من الافتتاح علما أن من الفوائد الأخرى لهذا المشروع تقليل الفاقد التسويقي من المنتجات الزراعية نتيجة لانخفاض المسافة بين المزارع وسوق المزروعة، وهو ما ينعكس على رفع قيمة المنتج القطري بالسوق المحلي، فضلاً عن وصول المنتج طازجا وبجودة عالية للمستهلك، كما ينتظر ألا تزيد الأسعار عن أسعار السوق المركزي. وحسب المهندس الخليفي ستتم مراقبة حركة البيع والشراء بالسوق وتسجيل الكميات الواردة إليه وأسعارها بشكل يومي وكذلك التعرف على مشاكل التسويق لبعض المنتجات الزراعية إن وجدت والعمل على إخضاع هذه البيانات والمعلومات للدراسة ونشر النتائج حتى يتمكن المزارعون من الاستفادة منها وتقييم التجربة ذاتها. كما يمكن استغلال إنشاء السوق لتشجيع المزارعين الذين يقومون بتسويق إنتاجهم في سوق المزروعة على تحسين أسلوب تسويقهم للمنتجات الزراعية من خلال إجراء عمليات الفرز والتدريج والتعبئة بشكل سليم والقيام بعرض هذه المنتجات المحسنة في سوق المزروعة ليصبح السوق نقطة انطلاق لتحسين أسلوب وطريقة التسويق المتبعة لنشرها بعد ذلك في سوق الدوحة المركزي، الأمر الذي يعمل على رفع قيمة المنتج الزراعي القطري. وسيكون البيع بالجملة والقطاعى مع وجود رقابة على الأسعار، علما أن تجربة ساحة المزروعة ستخضع للدراسة ليتم على ضوء ذلك الاستمرار في المشروع من عدمه. وأهابت وزارة البيئة بالجمهور عامة الحرص على التسوق وشراء منتجاتهم الزراعية من هذه الساحة الوليدة والإسهام في إنجاح التجربة لتصبح بعد ذلك مقدمة لمشاريع مماثلة في أنحاء أخرى من الدولة وذلك لتسويق المنتجات مباشرة للمستهلك دون وجود وسيط. وقد أشاد الجمهور الكبير والمسئولون الذين حضروا افتتاح الساحة، بفكرة إنشائها وتمنوا نجاحها واستمرارها باعتبارها فرصة طالبوا بها من قبل. وأعرب الدكتور جاسم القحطاني مدير إدارة الثرورة الحيوانية بوزارة البيئة عن الأمل في تخصيص مكان خاص أيضا لبيع وتسويق مواشي المنتج القطري، مؤكدا أن الإدارة ستوفر من جانبها كل المساعدات البيطرية الضرورية المطلوبة.