أبوظبي ـ وام
عودة السلاحف المهددة بالانقراض إلى السعديات الإماراتية
رصد فريق الخدمات البيئية في شركة التطوير والاستثمار السياحي - المطور الرئيسي لأبرز الوجهات السياحية والثقافية والسكنية في أبوظبي - أول تعشيش للسلاحف صقرية المنقار " الهوكسبيل " على جزيرة السعديات لهذا الموسم..وذلك بالتزامن مع الاحتفال بيوم الأرض.
ووضعت المجموعة الأولى من هذه الحيوانات البحرية المهددة بالانقراض بيوضها فيما ينتظر تفقيس أعداد جديدة من بيوض السلاحف هذا العام في جزيرة السعديات.
وتضع سلاحف الهوكسبيل بيوضها في عدد من الجزر الإماراتية إلا أن السعديات تتميز عن غيرها بشواطئها الرملية العميقة والنظام البيئي الطبيعي لكثبانها الرملية التي تقع بعيدا عن خط المد العالي مما يجعلها موطنا مثاليا لتعشيش السلاحف.
ولا يعرف تحديدا تاريخ توجه السلاحف إلى جزيرة السعديات لوضع بيوضها ولكن من المعروف عن إناث السلاحف أنها تعود بعد مرور 30 عاما إلى نفس مكان ولادتها لتضع بيوضها فيه ويمكن أن تضم مناطق التعشيش ما بين / 90 / إلى / 100 / بيضة.
وتخضع السلاحف صقرية المنقار في شاطئ السعديات إلى مراقبة وإشراف دقيق من قبل فريق الخدمات البيئية في الشركة ضمن برنامج "حماية سلاحف الهوكسبيل" الوحيد من نوعه في منطقة الخليج العربي..ولتحقيق هذا الغرض تم وضع لوحات إرشادية واضحة على مناطق الأعشاش لضمان ألا يقوم ضيوف الفنادق أو العاملون بإلحاق الضرر بها والابتعاد عنها إلى حين تفقيس البيوض التي تستغرق عادة ما بين / 50 / إلى / 70 / يوما.
وأعرب علي الحمادي نائب العضو المنتدب في شركة التطوير والاستثمار السياحي عن سعادته بمشاهدة عودة السلاحف البحرية إلى السعديات مرة أخرى لتضع بيوضها إيذانا ببدء موسم التعشيش .
وأضاف أن عودة السلاحف عاما بعد آخر تعد دليلا واضحا على الجهود الكبيرة التي يبذلها فريق الخدمات البيئية إضافة إلى تضافر جهود الشركة بشكل عام والتي تتكامل مع التزام حكومة أبوظبي بحماية البيئة الفريدة في الإمارة .
وتندرج السلاحف صقرية المنقار على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض ضمن "اللائحة الحمراء" لـ"الاتحاد الدولي لحماية البيئة" حيث تشهد أعدادها تراجعا حادا في مختلف أنحاء العالم إذ تناقصت بنسب عالية بلغت أكثر من 80 في المائة خلال الأجيال الثلاثة الأخيرة نظرا لتدمير مواطن تعشيشها والصيد الجائر.
ولذلك اتخذت شركة شركة التطوير والاستثمار السياحي مجموعة من الخطوات الجدية لحماية الكثبان الرملية على طول الخط الساحلي للسعديات وضمان سلامة السلاحف التي تأتي إلى الشاطئ كل سنة لتضع بيوضها .
كما وضعت شركة التطوير والاستثمار السياحي شروطا صارمة ضمن "برنامج حماية سلاحف الهوكسبيل" تمنع بموجبها عمليات التطوير بمسافة تبعد عن الشاطئ / 60 / مترا وذلك لإقامة منطقة عازلة من الكثبان الرملية بين العمليات الإنشائية وبين مواقع التعشيش المسماة محمية الكثبان الرملية في شاطئ السعديات.
وتضمن هذه الإجراءات استمرار السلاحف في وضع بيوضها حتى خلال عمليات البناء والمشاريع التطويرية الجارية في الجزيرة.
يذكر أن الضجيج والإضاءة العالية يتسبب بتضليل السلاحف الصغيرة مما يدفعها للاتجاه بعيدا عن البحر وهذا ما دفع شركة التطوير والاستثمار السياحي لاتخاذ المزيد من التدابير بما في ذلك المبادئ التوجيهية المتعلقة بالإضاءة وتقييم العمليات التشغيلية والموارد البيئية الدقيقة التي ترصد وتدقق بسير العمليات في جزيرة السعديات.
وعلى سبيل المثال يتم تخفيف درجة الإضاءة الليلية خلال فترة التفقيس حتى لا تضل السلاحف الصغيرة طريقها باتجاه البحر.
كما تطلب الشركة من المقيمين في السعديات العمل على توفير أفضل الفرص الممكنة لكي تستمر هذه الحيوانات بالقدوم إلى السعديات من خلال إطفاء الإضاءة في المرافق الخارجية وإغلاق الستائر في الليل لتقليل تسرب الضوء إلى الخارج وعدم ارتياد البحر في المساء والابتعاد عن مسارات السلاحف لكي يتسنى لفريق المراقبين دراستها وتقصي المعلومات عنها.
وقالت الدكتورة نتالي ستايلنس مدير إدارة الخدمات البيئية في شركة التطوير والاستثمار السياحي .." نحن فخورون بنجاحنا في المحافظة على شاطئ السعديات ليبقى بيئة مزدهرة وموطنا للحيوانات الأصلية وكذلك للزوار من سلاحف الهوكسبيل التي تزوز الجزيرة كل عام ".
وأضافت أن " هذا النجاح يرجع إلى تضافر جهودنا مع المشغلين والمستثمرين من خلال المبادرات والأنشطة المختلفة التي تحافظ على النظام البيئي في الجزيرة ".
وتقديرا لالتزام الشركة المتواصل بأعلى معايير التميز البيئي، حصل شاطئ السعديات خلال العام الماضي على تصنيف "العلم الأزرق" والذي يعد بمثابة تقدير عالمي مرموق تحصل عليه الشواطئ والمراسي التي تتبع معايير صارمة في الإدارة السليمة من ناحية معايير السلامة والبيئة وجودة المياه والمرافق فضلا عن رفع مستوى التثقيف البيئي.
وتتولى إدارة هذا البرنامج " مؤسسة التعليم البيئي " وجمعية الإمارات للحياة الفطرية - الصندوق العالمي لصون الطبيعة والمنسق الوطني لبرنامج العلم الأزرق في دولة الإمارات العربية المتحدة.