نتاليا رينكون تعرض صورة الطفل خوسيت دياز

 

صمد طفل في الشهر الحادي عشر من عمره ثلاثة ايام وحيدا بعد الفيضان المدمر الذي اودى بحياة اكثر من 92 شخصا في كولومبيا الاثنين.

وعثر على هذا الطفل ويدعى خوسيت دياز، بين الوحول واغصان الاشجار في سالغار القرية الواقعة شمال غرب كولومبيا والتي دمرها فيضان وانزلاق للتربة.

وقالت ناتاليا رينكون ابن عم الطفل الذي بات يتميا بسبب الحادث "انها معجزة، لقد فقدنا 15 قريبا لنا، ومن بينهم هذا الطفل الذي نجا باعجوبة".

وقد لقيت والدته مصرعها في الكارثة، اما والده فقد توفي بعد وقت قصير على ولادته.

والطفل من قرية مجاورة في جبال الانديس، كان برفقة والدته في زيارة عائلية حين طاف النهر ليل الاحد الاثنين واتى على كل ما في جواره.

وقالت ناتاليا "لقد القته مياه النهر على الضفة، وهناك رآه احد السكان حين كان يحاول الخروج من الوحل".

وحين نقل الطفل الى المستشفى لم يكن معروف الهوية، الى ان تعرف عليه اقرباء له بالصدفة.

وروت ناتاليا رينكون "عثرنا عليه عندما ذهبنا إلى المستشفى لزيارة أقرباء لنا تعرضوا لإصابات. وعندما دخلنا كان في سرير أطفال وتعرفنا عيله. وهو تلقى ضربة على جانبه وكان يشعر بالبرد".

وأضافت الشابة التي تنتمي إلى عائلة من مزارعي البن "كان متشبث بالحياة لدرجة أن كل ما يفعله اليوم هو الضحك والأكل. وهو يعرب عن سعادته عندما يرى جده أو عمته. وأظن أنه يضحك طوال الوقت".

وأفادت وسائل الإعلام المحلية بأن حالة الطفل مقبولة وهو لم يتعرض لأي أضرار عصبية.

ويحتفل خوسيت بعيد ميلاده الأول في 14 حزيران/يونيو. وتعتزم عائلته وضع صورة له وهو يرتدي زي طاه أمام قالب حلوى على بطاقات الدعوى.

وتقع قرية سالغار التي يبلغ عدد سكانها نحو 18 الف نسمة، على بعد نحو مئة كيلومتر عن ميديين في اقليم انتيوكيا.

وكانت اعمال البحث عن ناجين توقفت مساء الاثنين. لكن رجال الانقاذ البالغ عددهم نحو 166 والمزودين بكلاب وبمعدات انسانية عقدوا اجتماعا سريعا في كنيسة البلدة صباح الثلاثاء قبل ان يستأنفوا العمل في ظروف صعبة وتحت شمس حارقة.

واعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس دفع تعويضات بقيمة 16 مليون بيزوس (7 الاف دولار تقريبا) لكل اسرة منكوبة. واضاف ان "هناك الكثير من الاطفال الذين فقدوا ذويهم والمعهد الكولومبي للاسرة حضر الى المكان لمساعدتهم".

وتشهد كولومبيا باستمرار فيضانات وحوادث انزلاق للتربة بسبب موقعها الجغرافي وتضاريسها.

وفي العام 2010-2011 ادت ظاهرة لا نينيا المناخية الى فيضانات وانزلاقات للتربة في عدة مناطق من البلاد مما اوقع 1374 قتيلا و2,4 ملايين منكوب بالاضافة الى تدمير اكثر من مئة الف منزل، بحسب الارقام الرسمية.