شمال الصين ترفع مستوى التحذيرات من التلوث الهوائي

رفعت سلطات الأرصاد الصينية اليوم الجمعة مستوى التحذير من التلوث الهوائي إلى اللون الأحمر - أقصى درجة - طالبة من المواطنين في العاصمة بكين وجزء كبير من مناطق شمال الصين بأن يتأهبوا لاستقبال ما يعتقد أنه سيكون أقوى وأخطر موجة من التلوث الهوائي هذا العام والتي ستبدأ من غد السبت وتستمر حتى الثلاثاء المقبل.

وكان المركز الوطني الصيني للأرصاد الجوية قد أعلن أمس عن توقعاته بتعرض شمال البلاد للتلك الموجة الجديدة من التلوث محذرا من أنها ستفوق في شدتها تلك التي تعرضت لها بكين في الفترة من 6 حتى 9 ديسمبر الجاري والتي أجبرت سلطات البلدية بها على إصدار أول إنذاراتها باللون الأحمر.

وقال المركز - في بيان رسمي - إنه من المتوقع أن يتسبب الضباب المحمل بالهواء الملوث في خفض مستوى الرؤية إلى أقل من 500 متر وأن يصل ارتفاع مقدار التلوث الهوائي في بكين 20 مرة فوق المعدل الآمن الذي تعتمده منظمة الصحة العالمية.

وكانت السلطات ببكين منذ نحو عشرة أيام قد قامت بتطبيق خطة الاستجابة للطواريء بعد إعلان أقصى درجات التحذير بسبب تعرض العاصمة إلى موجة من التلوث الشديد الناتج عن عوادم المصانع والسيارات وحرق الفحم لتوليد الطاقة.

ووقتها أمرت حكومة المدينة في بيان رسمي بإغلاق المدارس ووقف العمل في جميع مواقع البناء وأغلب المصانع وحظر مرور عدة أنواع من المركبات وعربات النقل الثقيل على الطرق إضافة إلى السماح للسيارات باستخدام الطرق بالتناوب على أساس لوحاتها بتحديد أيام للأرقام الزوجية وأخرى للفردية.

كما تضمنت التعليمات كذلك تنظيف الطرقات مرة على الأقل في اليوم وحظر الألعاب النارية والشواء بالخارج وأي تجمعات أو أنشطة خارجية على نطاق واسع هذا بالإضافة إلى جعل جداول العمل أكثر مرونة بجميع الشركات ومواقع العمل.

ونصحت السلطات المواطنين بأن يرتدوا الأقنعة الطبية الواقية عند خروجهم في الشوارع وأن يحاولوا قدر الإمكان أن يمنعوا الأطفال والصغار والمرضى بخاصة من يعانون من أمراض تنفسية أو قلبية من التواجد بالخارج .. فضلا عن هذا فقد تم التنبيه على المستشفيات بأن يكونوا على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي حالة طواريء تعاني من ضيق في التنفس أو من أمراض تنفسية أو قلبية.

ويعزو خبراء الأرصاد والبيئة موجات التلوث الجوي ببكين إلى عدة أسباب منها الرطوبة المرتفعة وقلة حركة الرياح إضافة إلى عوادم السيارات والانبعاثات المتزايدة من محطات إنتاج الطاقة العاملة بالفحم لسد حاجة سكان العاصمة الصينية الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 20 مليون نسمة للتدفئة في جو الشتاء.