القاهرة – العرب اليوم
اظهرت دراسة حديثة نشرت نتائجها مجلة "نيتشر" أن انسان "فلوريس" الذي اكتشف العام 2003 داخل كهف في جزيرة اندونيسية تحمل الاسم نفسه، انقرض قبل 50 الف عام، أي من مدة اقصر بكثير مما كان يعتقد سابقا.
وتم توصيف انسان "فلوريس" بالاستناد الى هيكل عظمي (جمجمة بوضعها الأساسي تقريبا، وعظم الفخذ وساق ويدان وقدمان بوضع غير مكتمل، وجزء من الحوض وأجزاء من فقرات) اضافة الى بعض بقايا فرد آخر حُدِّد موقعها في ايلول 2003 في كهف "ليانغ بوا" الواقع على بعد 14 كيلومترا شمال روتنغ عاصمة مقاطعة مانغاراي في منطقة فلوريس الغربية.
ومنذ هذا الاكتشاف، اثار انسان "فلوريس"، واسمه العلمي "هومو فلوريسيينس"، ويلقب احيانا بـ"هوبيت"، نسبة الى الشخصيات الصغيرة في سلسلة "ذي لورد اوف ذي رينغز" ("سيّد الخواتم") اشكاليات علمية عدة
تناولت بداية شكل هذا الانسان واصله. فمع طول قامة يقارب مترا، ووزن 25 كيلوغراما، كان لهؤلاء رأس صغير بدرجة غير طبيعية نسبة الى جسمهم، مع دماغ يقارب بحجمه ذلك الموجود لدى قرد الشمبانزي.
والتساؤلات في هذا الشأن كثيرة، بينها هل هذا الانسان يمثل سلالة منفصلة ام هو سليل اجناس بشرية اخرى؟ هل هو انسان عاقل مصاب بحالة تقزم او صغر جمجمة او تثلث صبغي؟ ورغم عدم توفر اجابات قاطعة، الا ان الثابت هو ان انسان "فلوريس" يثير حماسة كبيرة في اوساط العلماء.
فقد اظهرت دراسة اخيرة نشرت في شباط، وتستند الى شكل جمجمة "الرجل الصغير"، أن هذا الجنس الانساني لا يرتبط البتة بالإنسان العاقل، بل ثمة تشابه كبير مع خصائص الانسان المنتصب "هومو ايريكتوس"). لكن طرأ تطور جديد على هذا الخط يتمثل في التساؤل في شأن عمر انسان "فلوريس".
فخلال عمليات نبش جديدة اجريت بين 2007 و2014، اعاد توماس سوتيكنا من جامعة ليكهيد الكندية وزملاؤه (بعضهم شارك في عمليات النبش الاولى) درس وسائل تحديد تاريخ طبقات الرواسب الموجودة في الكهف. وبنتيجة هذه الدراسة، تبيّن ان اثر انسان "فلوريس" فُقِد من كهف "ليانغ بوا" قبل 50 الف عام، وليس قبل 12 الف عام، كما كان يعتقد سابقا. كذلك فقد اثر اجناس اخرى على الجزيرة قبل 50 الف عام من دون معرفة السبب.
وكل هذه المعطيات تثير تساؤلاً آخر: هل عاش انسان "فلوريس" طويلا بما يكفي الى درجة أنه التقى الانسان المعاصر الذي وصل الى اوستراليا قبل نحو 50 الف عام؟