المحيطات

كشفت دراسة علمية ان المحيط المتجمد الجنوبي الذي يعد اكبر خزان للكربون على كوكب الارض يمتص كميات متزايدة من غاز ثاني اكسيد الكربون المسبب لارتفاع حرارة الارض، في بشرى سارة للعلماء الذين كانوا يتخوفون من ان يكون المحيط اشبع بهذا الغاز.

وتمتص المحيطات ما يقارب ربع الانبعاثات الكربونية الناجمة عن احتراق الفحم والنفط، يتكفل المحيط الجنوبي بنسبة 40 % منها، وهو ما يساهم في كبح الاحترار المناخي، وفقا للدراسة المنشورة الخميس في مجلة ساينس الاميركية.
وقال معدو الدراسة ان "المحيط الذي يقع حول القطب الجنوبي يمتص كميات من الكربون اكثر من تلك التي تنبعث منه، مساهما بذلك في سحب جزء كبير من غاز ثاني اكسيد الكربون الناجمة عن النشاط البشري مثل استخدام الطاقة الاحفورية".

واضاف الباحثون "يساهم ذلك في كبح ارتفاع نسبة ثاني اكسيد الكربون في الجو ويبطئ التغير المناخي".
واعاد الباحثون التذكير بدراسات سابقة اعدت قبل نحو عشر سنوات وتحدثت عن ان الكميات التي يمتصها المحيط الجنوبي من ثاني اكسيد الكربون لم تزد منذ الثمانينات من القرن العشرين، وتخوفت من ان يكون خزان الكربون هذا قد بات مشبعا.

وبحسب تلك الدراسات، فان المحيط الجنوبي فقد 30 % من قدرته على امتصاص غاز ثاني اكسيد الكربون.
لكن الدراسة الجديدة اظهرت ان المحيط عاد الى امتصاص الغاز بالوتيرة السابقة نفسها منذ العام 2002.

وبينت الدراسة ان وتيرة امتصاص المحيط للغاز تسجل تقليات كثيرة، وان هذه الكميات لا تشكل خطرا على المحيط لناحية تحمض مياهه والاضرار بالحياة فيه، بل انها سرعان ما تنتقل الى قاع المحيط.
واستندت الدراسة الى بيانات عمليات قياس تركز غاز ثاني اكسيد الكربون في سطح المحيط منذ العام 1982، وقورنت هذه البيانات مع القياسات التي تنفذها حاليا الاقمار الاصطناعية.