المحيط الأطلسي

يعتقد العلماء الآن أن تباطؤ ارتفاع درجة حرارة الأرض في السنوات الأخيرة منذ مطلع القرن الواحد والعشرين قد يكون بسبب المحيط الأطلسي، وهو الأمر الذي يحير علماء المناخ حول العالم.

وقد اقترح علماء المناخ عدة فرضيات لتفسير هذا التوقف في زيادة معدلات الاحترار العالمي، حيث قال بعضهم أن البقع الشمسية من الممكن أن تكون هي المسؤولة عن هذا التباطؤ، في حين اعتقد آخرون أن السبب هو تلوث الهواء أو البراكين، ومع ذلك لا يمكن لأي من هذه النظريات تفسير الأمر بشكل قاطع.

وأظهر باحثون من جامعة واشنطن UW أن المحيط الأطلسي ربما يعمل كـ"بالوعة لامتصاص الحرارة"، التي كان من الممكن أن تملأ الجو على مدى الخمسة عشر عاما الماضية.

وقال كا كيت تونغ، أستاذ الرياضيات التطبيقية وعلوم الغلاف الجوي، في الجامعة: "كل أسبوع هناك تفسير جديد لتوقف ارتفاع درجات الحرارة، وكانت العديد من التقارير السابقة تركز بالضرورة على أعراض تظهر على سطح الأرض، حيث نرى العديد من الظواهر المختلفة ذات الصلة، إلا أننا مؤخرا انتبهنا للمحيط الأطلسي في محاولة للعثور على دلائل جديدة كامنة".

ولذلك أخذ العلماء عينات من المياه على عمق يصل إلى 2000 متر تحت سطح المحيط، أظهرت أن تيارات المياه تحمل كميات حرارة أعلى من المعتاد في المحيط، بينما في نفس الوقت تقل التدفئة على السطح.

وهذا الاحتباس الحراري تحت سطح المحيط الأطلسي، يمكن أن ينعكس بسرعة، ويطلق الطاقة الحرارية إلى الهواء مرة أخرى، وإذا صح رأي الباحثين، يمكن لهذه الدورة أن تستغرق 30 عاما.

وقال العالم تونغ للصحافة: "من الممكن أن يعود السبب لارتفاع درجات الحرارة في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين جزئيا إلى هذه الدورة في المحيط الأطلسي"، كما يعتقد أن نصف عمليات الاحترار العالمي، التي شهدها العالم خلال تلك السنوات، يمكن أن تكون نتيجة لإطلاق الطاقة الحرارية للغلاف الجوي بسبب هذه الدورة.