لندن ـ وكالات
اكتشفت مجموعة من العلماء البريطانيين، الذين يقومون باستكشاف قاع البحر الكاريبي، مجموعة مذهلة من فوهات الدخان والمياه الحارة، التي تعد الأعمق من نوعها في العالم بأسره. وباستخدام مركبات تدار عن بعد في منطقة «حوض كايمان»، عثر الباحثون على الموقع الذي لم يكتشف من قبل على عمق نحو خمسة آلاف متر تحت سطح البحر.وأظهرت تسجيلات مصورة بثتها المركبة إلى السفينة التي تدير عملية البحث أعمدة من الدخان والمياه الساخنة، يصل ارتفاعها إلى نحو عشرة أمتار. وقال أحد العلماء عن الفوهات التي تطلق ماءً داكن اللون إنها «مشهد رائع». وفي الضغط الشديد الارتفاع للبحر على عمق ثلاثة أميال، تمكنت المركبة من التقاط صور للفوهات وجمع عينات. وتعدّ فوهات المياه الشديدة الحرارة من أغرب ما يوجد في أعماق المحيط، ولم يكن وجودها معروفاً حتى سبعينيات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين، تم اكتشافها في نحو 200 موقع في العالم، بما في ذلك المحيط الأطلسي. ولكن لم يتم اكتشاف الفوهات في «حوض كايمان» إلا منذ ثلاث سنوات. وتصل درجة حرارة المياه المندفعة من الفوهات في الحوض نحو 410 درجات مئوية، ما يجعلها من أكثر الفوهات حرارة في العالم. وتدار الرحلة الاستكشافية، التي يموّلها «مركز الأبحاث البيئية الطبيعية»، من على متن سفينة الأبحاث البريطانية «جيمس كوك»، التي سُميت باسم المستكشف البريطاني الذي بدأ استكشاف منطقة المحيط الهادئ. وتستخدم السفينة أحدث التقنيات لاستكشاف أعماق المحيط، وما يعج به من صور عجيبة للحياة. وقال كبير الباحثين في «المركز الوطني لعلم المحيطات» الدكتور جون كوبلي إن «رؤية الأعمدة كان مدهشاً للغاية»، مضيفاً «اعتقدنا في بادئ الأمر أننا في منطقة شاهدناها من قبل، ولكننا أدركنا لاحقاً أننا في منطقة جديدة تماماً»، في وقت أشار إلى أن المثير في العمل في أعماق المحيط هو العثور على ما هو جديد وما لم يكتشف من قبل. وتابع كوبلي «إنه يعلمنا أننا لا نعلم سوى القليل، ولبضع دقائق لا يصبح الأمر محض بحث علمي، بل انبهار بما يحتويه كوكبنا والأشياء التي كانت خفية عنا من قبل». وبالنسبة إلى علماء الأحياء على متن السفينة البحثية، تمثل الفوهات بيئة طبيعية جديدة تماماً، مع الاختلاف الضخم في درجات الحرارة بين الفوهات التي تبلغ درجة حرارة المياه فيها 400 درجة مئوية، والمياه المجاورة التي تبلغ حرارتها أربع درجات مئوية. ويمثل الحيز الضيق بين الدرجات الشاسعة الاختلاف، والذي يبلغ في بعض الأحيان سنتيمترات عدة، بيئة فريدة لمجموعة من المخلوقات. وعلى سبيل المثال يمكن رؤية تجمعات القريدس الأبيض، التي يبدو أنها فاقدة حاسة البصر، لأن عينيها مدمجة.