أبوظبي ـ وام
دعت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" اليوم إلى الأخذ بالأعمال والأفعال التي أطلقتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "اي بي سي سي" " IPCC " للحد من الارتفاع في المتوسط العالمي لدرجات الحرارة وتجنب تغير مناخي قد ينطوي على نتائج كارثية.
وقالت الوكالة في بيان لها إن على العالم تكثيف الجهود والاسراع بالانتقال إلى مزيج عالمي للطاقة يكون مستداماً ويساهم بحلول منتصف القرن الحالي في التخفيف من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بنسبة تتراوح بين 40-70 بالمائة مقارنة بالأرقام المسجلة في عام 2010.
وأشارت الوكالة إلى أن الطاقة المتجددة تعد الخيار الأكثر جدوى من الناحية الاقتصادية والمثبت والمجرب تكنولوجياً لضمان بقاء نسب غاز ثاني أوكسيد الكربون تحت المستوى المقبول وهو 450 جزءا في المليون.
وقال عدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إن التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ يؤكد أن تجنب العواقب الكارثية لتغير المناخ أمر ممكن إذا تحرك العالم اليوم.
وأضاف أمين - الذي كان يتحدث في افتتاح القمة العالمية للاقتصاد الاخضر التي تستضيفها دبي - إنه يجب أن يتحرك العالم بشكل حازم فالطاقة المتجددة إذا اقترن استخدامها مع كفاءة في استخدام الطاقة بشكل عام هي أفضل السبل المجربة تكنولوجياً والميسورة التكلفة من الناحية الاقتصادية لتحقيق ذلك التحول الطاقي المنشود .. إن تسريع عمليات استخدام مصادر الطاقة المتجددة يساهم في التقليل بشكل كبير من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة وبتكلفة معقولة أيضاً ويوفر أيضاً الكثير من الفوائد الأخرى مثل تعزيز الأمن الطاقي وخلق المزيد من فرص العمل على الصعيد الوطني وتوفير القيمة الحقيقية ناهيك عن توفير بيئة نظيفة وصحية أكثر.
وتعتبر الطاقة المتجددة الأسلوب الناجع لتقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة في وقت بلغ فيه متوسط تركيز تلك الانبعاثات في الجو حوالي 398 جزءا في المليون في بداية العام 2014 ..كما يحد استخدام الطاقة المتجددة من ارتفاع تلك النسبة ويمنع تجاوزها المستوى المقبول وهو 450 جزءا في المليون وذلك بهدف قصر الزيادة في المتوسط العالمي لدرجات الحرارة على درجتين فقط فوق مستويات المتوسط العالمي الذي كان سائداً قبل عصر الصناعة وذلك بحلول العام 2100.
ووفقاً للنهج العالمي الحالي فإن الانبعاثات السنوية المرتبطة بالطاقة على مستوى العالم من غاز ثاني أوكسيد الكربون ستزداد من 30 غيغاطن تم تسجيلها في عام 2010 إلى 4ر41 غيغاطن في عام 2030 كما تتوقع تقديرات "آيرينا".
وطبقاً لتقرير "ريماب 2030" وهو خريطة طريق خاصة بالطاقة العالمية والانتقال إلى مستقبل يتسم باستخدام الطاقة المتجددة من المنتظر أن ينشر في شهر مايو المقبل فإن الطاقة المتجددة يمكن أن تقلل من تلك الانبعاثات بحوالي 6ر8 غيغاطن لتصل إلى 8ر32 غيغاطن في العام 2030.
وعلى الصعيد نفسه وطبقاً لأرقام صادرة عن وكالة الطاقة الدولية فإن كفاءة الطاقة يمكن أن تساهم في تحقيق خفض اضافي في تلك الانبعاثات بحوالي 3ر7 غيغاطن مما سيؤدي إلى انخفاض الانبعاثات بشكل عام لتصل فقط 5ر25 غيغاطن في العام 2030.
وبالاضافة إلى التطورات التي تسجل على صعيد كفاءة الطاقة بشكل عام فإن هذا النهج سيشمل أيضاً ازدياد حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي أربعة أضعاف بحلول العالم 2030.
وسيعود الانتقال نحو استخدام الطاقة المتجددة بالكثير من المزايا والآثار الايجابية على الاصعدة الاجتماعية والاقتصادية ..فمن المتوقع أن تساهم الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة في خلق 11 مليون فرصة عمل جديدة على مستوى العالم بحلول العام 2030 وتسهم في تقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة ..كما أن تقنيات الطاقة المتجددة الحديثة تعتبر الحلول الأكثر فعالية وجدوى من الناحية الاقتصادية لرفع معدلات انتاج الطاقة في عدد متزايد من الدول حول العالم وهي تمثل حالياً بالفعل نصف الطاقات الانتاجية الجديدة التي يتم ادخالها على مستوى العالم.
وعلى صعيد آخر فقد دخلت الطاقة المتجددة في دائرة ايجابية من انخفاض في التكلفة وازدياد في مستويات استخدامها وتطور متسارع في تقنياتها.