واشنطن ـ وكالات
لم يكن أحد يعلم شيئاً عن بودرة أكسيد اليورانيوم إلا بعد أن دعا أمير عدناني ثلة من الصحافيين للاطلاع عن كثب على هذه المادة المستخرجة من منجم في الريف الجنوبي لولاية تكساس . ومن المؤكد، حسب مؤسسة طاقة اليورانيوم الأميركية، أن هذا المسحوق الخرافي المعبأ حاليا في براميل فولاذية في مصنع المؤسسة الآنفة الذكر سيؤدي دوراً جوهرياً في تزويد المفاعلات النووية الأميركية بالطاقة التشغيلية بدلا من اليورانيوم العادي . وبات أكسيد اليورانيوم الأصفر اللون يعرف بالكعكة الصفراء وهي مادة يمكن استخدامها في صناعة القنابل النووية ووقود المفاعلات . يزن البراميل الواحد من البراميل ال ،55 المترعة عن آخرها بالبودرة الصفراء والموجودة في المصنع، ألف رطل .وتبلغ قيمة المادة في البرميل الواحد خمسين ألف دولار إذا طرحت في الأسواق . ولكن عندما يحدق عدناني في البرميل يرى أن ما بداخل البرميل يساوي أكثر من المال . إنه يرى مستقبل أميركا . قال عدناني، الايراني الأصل، أن “الولايات المتحدة تعتمد اعتماداً كبيراً على المصادر الخارجية في استيراد اليورانيوم أكثر من اعتمادها على استيراد النفط” . الجدير ذكره أن محطات الطاقة النووية ال 104 التي تولد 20% من الكهرباء الذي تحتاج إليه الولايات المتحدة . وكانت الولايات المتحدة في عقد ثمانينيات القرن الماضي أكبر منتج لليورانيوم في العالم حيث كان مجمل إنتاجها 43 مليون رطل من اليورانيوم سنويا وهو ما يكفي لتلبية احتياجات كل المرافق النووية الأميركية من الوقود النووي الذي تحتاج إليه أميركا محليا . لكن إنتاجها الحالي تراجع إلى 4 ملايين رطل سنويا . وهو ما أثار مخاوف المسؤولين الأميركيين من انقطاع هذا المصدر الحيوي وتأثيراته السلبية في الاقتصاد الأميركي ويذكر أن أميركا، خلال العشرين سنة الماضية، كانت تستورد 20 مليون رطل من اليورانيوم من روسيا سنويا ردا لجميل تفكيك أسلحة نووية . ويرى عدناني أن باستطاعته سد الفجوة باللجوء إلى “الكيكة” الصفراء من خلال استغلال تقنية متطورة وهي ذاتها التي تستخدم في استخراج النفط من خلال التكسير الهيدرولوكي الذي أدى إلى ازدهار استخراج النفط والغاز في جنوبي ولاية تكساس .