من المنتظر أن ينافس الفحم النفط على صدارة مصادر الطاقة خلال خمس سنوات، مستفيدا من ازدهار الطلب عليه لتوليد الكهرباء، وإنتاج الحديد والأسمنت في الصين والهند ودول آسيوية أخرى ناشئة. وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس الأول، إن الفحم "سيقترب" بحلول عام 2017 من تجاوز النفط الخام باعتباره المصدر الرئيسي للطاقة، حتى لو تباطأ نمو الطلب على الفحم نوعا ما عن سرعته المتقدة في العقد الماضي. وبحسب ماريا فان دير هوفن، المديرة التنفيذية لوكالة الطاقة الدولية: "حصة الفحم في مزيج الطاقة العالمي مستمرة في الارتفاع سنويا، وإذا لم تحدث تغييرات في السياسات الحالية، سيلحق الفحم بالنفط خلال عشر سنوات". وتبشر التوقعات المتوسطة الأجل الجديدة لوكالة الطاقة الدولية، التي تشمل الفترة ما بين 2012 و2017، منتجي الفحم الرئيسيين في العالم، بما في ذلك مجموعة شنهوا الصينية، وشركة الفحم الهندية، وشركة أنجلو أميركا، ومجموعة جلينكور وإكسستراتا، وبيابودي إنرجي. وفي وقت سابق هذا العام انخفضت أسعار الفحم إلى أدنى مستوياتها منذ عامين، عندما هبطت إلى 85 دولارا للطن بسبب زيادة صادرات الولايات المتحدة، حيث يصارع الفحم إمدادات الغاز الطبيعي الرخيص، وكذلك زيادة الصادرات الإندونيسية، لكن الأسعار تحسنت نوعا ما منذ ذلك التاريخ. وبلغت الأسعار الفورية للفحم في روتردام، وهي تمثل المعيار الأوروبي،91 دولارا للطن أمس الأول. وفي ميناء نيوكاسل الأسترالي الذي يشكل مرجعًا لآسيا، راوح سعر الطن بين 92 و95 دولارا، وبلغت أسعار الفحم ذروتها عام 2008 حين وصل سعر الطن إلى 200 دولار، وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يعوض نمو الطلب الآسيوي القوي ضعف الاستهلاك في الدول الصناعية، حيث يواجه الفحم رياحا معاكسة قوية بسبب السياسات الخضراء والمنافسة من الغاز الطبيعي الرخيص في الولايات المتحدة حيث ثورة النفط الصخري. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية زيادة الاستهلاك السنوي للفحم بنسبة 2.6 في المائة بين عامي 2012 و2017، وهو معدل أبطأ من 4.3 في المائة في العقد الأول من القرن. وقالت: "نتيجة لذلك ستستمر زيادة الطلب على الفحم أكثر من أي وقود أحفوري آخر حتى عام 2017، وإن كان بوتيرة أبطأ من الغاز". وستدفع الهند الاستهلاك بزيادة في الطلب نسبتها 6.3 في المائة سنوياً على مدى السنوات الخمس المقبلة، ويتوقع التقرير أن تتجاوز الهند الصين بوصفها أكبر مشتر في العالم للفحم المتداول المنقول بحرا بحلول عام 2016. وقالت الوكالة إنها تتوقع أن "يمثل استهلاك الصين للفحم أكثر من نصف الطلب العالمي بحلول عام 2014".