بكين - شنخوا
من المقرر أن يدخل بناء ممر الطاقة في آسيا الوسطى مرحلة جديدة حيث دعا نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاو لي إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة مع تركمانستان خلال زيارته للبلاد.
وقال تشانغ يوم الأربعاء عندما التقى الرئيس التركماني قربان قولي بيردي محمدوف إن الصين ستتعاون بشكل وثيق مع تركمانستان في مواصلة دفع بناء أنابيب الغاز الطبيعي بين البلدين والعمل معا على تدعيم النقل الآمن للطاقة.
وذكر أن الصين مستعدة لتعميق التعاون التجاري والاقتصادي مع تركمانستان التي تعطى الأولوية القصوى لبرامج الغاز الطبيعي.
واقترح تشانغ أيضا أن يطور الجانبان مشروعات كبرى للترابط، وإنشاء البني التحتية، ونقل السلع عبر الموانئ البحرية للصين.
-- تنفيذ التوافق
وتهدف زيارة تشانغ لهذا البلد الواقع في آسيا الوسطى إلى تنفيذ التوافق الهام الذي توصل إليه الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره التركماني بيردي محمدوف.
وفي الإعلان المشترك الذي صدر خلال زيارة شي لتركمانستان في سبتمبر الماضي، تعهد رئيسا البلدين باتخاذ إجراءات لضمان تشغيل سلس ومستقر للخط "أ" والخط "ب" من خطوط أنابيب الغاز الطبيعي بين تركمانستان والصين فضلا عن تنفيذ دقيق لمشروع الغاز الطبيعي على الضفة اليمنى لنهر آمو داريا في آسيا الوسطى.
وعندما زار بيردي محمدوف الصين في مايو، وقعت الدولتان عددا من اتفاقات التعاون في مجالات مثل الطاقة والزراعة والنقل والشؤون المالية والثقافة والتبادلات المحلية.
وخلال زيارة تشانغ لتركمانستان، قال إن تبادل رئيسي البلدين للزيارات في غضون عام ارتقى بالشراكة الإستراتيجية بين الصين وتركمانستان إلى أفق جديد وأنجز ترتيبات إستراتيجية هامة للتعاون الثنائي في جميع المجالات .
وفي الاجتماع الثالث للجنة التعاون بين الصين وتركمانستان، حث تشانغ اللجنة على تدعيم التعاون الإستراتيجي في مجال الطاقة من خلال ضمان التشغيل الآمن والمستقر لخطوط أنابيب الغاز الطبيعي.
وقد تأسست اللجنة في أواخر نوفمبر من عام 2010 بهدف تعزيز التعاون طويل الأجل والبراغماتي والشامل بين البلدين.
وقال الخبراء إن زيارة تشانغ ستساعد على تنفيذ الاتفاقات الثنائية التي تم التوصل إليها وتعزيز بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وتعميق التعاون الشامل.
-- تدعيم ممر الطاقة
ويعد تعاون الصين مع تركمانستان جزءا لا يتجزأ من التعاون الشامل في آسيا الوسطي، ويتمثل في بناء خطوط أنابيب غاز طبيعي بين الصين وآسيا الوسطي تمتد عبر أراضي تركمانستان وقازاقستان وأوزبكستان والصين.
وبدأ الخط "ج" الذي يبلغ طوله 1830 كم والموازي للخط "أ" والخط "ب"، في نقل الغاز الطبيعي إلى الصين في يونيو على الحدود التركمانية - الأوزبكية ، ويمر عبر وسط أوزبكستان وجنوب قازاقستان قبل وصوله إلى منطقة شينجيانغ بشمال غرب الصين.
وتم تدشين الخط "أ" في ديسمبر عام 2009 والخط "ب" في أكتوبر 2010. ومن المتوقع البدء في إنشاء الخط "د" في نهاية العام الجاري بحيث يكون جاهزا لنقل الغاز في عام 2016.
وبحلول ذلك الوقت، سيصل الحجم المجمع للغاز الذي يتم نقله عبر خطوط الأنابيب إلى الهدف المرجو وهو 65 مليار متر مكعب سنويا.
واتفقت الصين وقازاقتسان، اللتان طورتا شراكة إستراتيجية طويل الأمد ومستقرة ومتبادلة المنفعة للطاقة، اتفقتا في مايو على تسريع بناء المزيد من خطوط أنابيب النفط الخام والغاز عبر الحدود.
وتجلب شبكة خطوط أنابيب النفط الخام والغاز منافع جوهرية لجميع الدول المعنية.
ونقلت خطوط أنابيب الغاز بين الصين وتركمانستان أكثر من 90 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي خلال السنوات القليلة الماضية. وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري وسوق لصادرات الغاز الطبيعي بالنسبة لتركمانستان خلال السنوات الثلاث الماضية.
ومن ناحية أخرى، وقعت الصين وأوزبكستان الأسبوع الماضي اتفاقات تتجاوز قيمتها ستة مليارات دولار أمريكي في مجالات تشمل التجارة، وقروض إنشاء خطوط أنابيب الغاز الطبيعي، ومحطات المعالجة.
وتعتبر آسيا الوسطي ثاني أكبر مصدر للنفط والغاز في العالم بعد منطقة الخليج حيث تمتلك أكثر من 30 مليار طن من خام النفط القابل للاستخدام وأكثر من تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وحفز التعاون في مجال الطاقة على تحقيق نمو سريع في حجم التجارة بين الصين وأربع دول في آسيا الوسطي وهي قازقاستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان والذي ارتفع بواقع 13 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 40.2 مليار دولار أمريكي في عام 2013، وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد طرح مبادرة بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين" خلال زيارتيه المنفصلتين لآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا في الخريف الماضي.