أبوظبي ـ وام
أعلن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا اليوم خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل 2015 عن إطلاق "أطلس الإمارات للرياح" في خطوة من شأنها توفير معلومات دقيقة حول موارد الرياح في دولة الإمارات وبالتالي دعم وتسهيل الاستثمارات في مشاريع الطاقة النظيفة.
وبهذا تغدو الإمارات العربية المتحدة أول دولة في المنطقة تطور أطلسا خاصا بالرياح متاحا للاستخدام العام حيث تم ربطه بمنصة الأطلس العالمي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "أيرينا" كمساهمة من جانب حكومة الدولة.
وقال الدكتور فريد موفنزاده رئيس معهد مصدر ان إطلاق أطلس الإمارات للرياح يأتي كإنجاز جديد لمركز البحوث لرسم خرائط الطاقة المتجددة والتقييم في معهد مصدر كما يمثل جانبا رئيسيا آخر من مساهمتنا في دعم مشاريع الطاقة النظيفة من خلال تسهيل الاستثمارات".
وأضاف في ظل دعم من القيادة الرشيدة يواصل معهد مصدر تصدره لجهود البحث والابتكار الساعيةإلى تعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفةوخلق الأدوات والتقنيات الجديدة التي تعود بالنفع على المجتمع.
وتوقع أن يساهم إطلاق أطلس الإمارات للرياح وإدراجه في الأطلس العالمي لوكالة أيرينا في إبراز دور معهد مصدر الريادي في خلق المعرفة في مجال الاستدامة.
من جهته قال الدكتور عدنان أمين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة أيرينا" ان إطلاق أطلس الإمارات للرياح يمثل إنجازا بارزا آخر يتحقق في سياق سعي الوكالة الحثيث إلى توفير خريطة عالمية شاملة لموارد الطاقة النظيفة.
وأضاف من خلال توفير حزمة واسعة من البيانات والمعلومات القيمة يلعب كل من مركز أبحاث تصميم وتقييم خرائط الطاقة المتجددة في معهد مصدر وشركة " 3 تير" دورا هاما في دعم مطوري مشاريع الطاقة النظيفة ومساعدتهم على اتخاذ القرارات الصائبة بشأن استثماراتهم.
كما ستتم استضافة نسخة تفاعلية مع مجموعة واسعة من التطبيقات للمستخدمين النهائيين ضمن خادم مخصص في مركز أبحاث تصميم وتقييم خرائط الطاقة المتجددة في معهد مصدر الذي يشرف على إدارته الدكتور حسني غديرة.
كما شارك الدكتور طه ورده رئيس مركز أبحاث المياه في معهد مصدر في علمية تطوير أطلس الرياح.
وقال الدكتور غديرة يختلف أطلس الرياح إلى حد ما عن أطلس الطاقة الشمسية رغم أن بعض الخرائط قد تبدو مماثلة.. فيجب توليد الرياح على عدة ارتفاعات وينبغي وضع ملف شامل للارتفاعات حيث تعمل تقنيات توربينية مختلفة على ارتفاعات عدة.. على الجانب الآخر إن الإشعاع الشمسي يتغير قليلا على نطاق إقليمي فالإشعاع في موقع معين لا يختلف عن الإشعاع في مكان آخر على بعد 100 متر".
وتطلب العمل على تطوير أطلس الرياح إجراء عمليات محاكاة مناخية وقد تم بالفعل إجراؤها بالتعاون مع شركة " 3 تير" التي تعد من الشركات الرائدة عالميا في مجال تحليل المخاطر المتعلقة بالطاقة المتجددة والتقييم والبيانات والتنبؤ لفائدة مشاريع طاقة الرياح والشمس والمياه ومقرها سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية.
**********----------********** وبناء على طلب من وزارة الخارجية بدولة الإمارات قام مركز أبحاث تصميم وتقييم خرائط الطاقة المتجددة بتطوير أطلسي الرياح والشمس في الإمارات وربطهما بمنصة الأطلس العالمي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "أيرينا" بغرض وضع محتواهما في متناول الجمهور العام.
ومن خلال مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية تم توقيع اتفاق مع كل من دائرة شؤون الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية ومجلس الطاقة الأعلى في دبي وهيئة البيئة أبوظبي ساهمت بموجبه الأطراف المشاركة في توفير التمويل اللازم لتطوير أطلس موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الإمارات.
جدير بالذكر أن أطلس الرياح الجديد يضيف مستوى جديد ا من البيانات إلى الأطلس العالمي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "أيرينا" الذي يستضيفه معهد مصدر ويشمل خرائط طاقة الشمس والرياح وموارد الطاقة الحرارية الأرضية والوقود الحيوي إلى جانب خريطة للطاقة البحرية.
وتتفاوت مستويات الرياح ضمن نطاق محلي إذ يمكن أن تختلف شدتها بشكل كبير بين مواقع لا تبعد عن بعضها سوى 40 مترا تبعا لتأثيرات الخشونة والارتفاع والاتجاه إلى جانب عوامل مؤثرة أخرى.
ويشمل العمل على أطلس الرياح أيضا توفير معلومات إضافية مثل خرائط عدم اليقين التي يمكن أن تكون مهمة جدا لتأمين التمويل لمحطات الرياح.
وبصرف النظر عن الخرائط المكانية والزمانية لسرعة الرياح واتجاه الرياح وطاقة الرياح سيقدم مركز أبحاث تصميم وتقييم خرائط الطاقة المتجددة منتجات أخرى تشمل خرائط عدم اليقين والخرائط الموسمية وخرائط التقلبات السنوية وخرائط تناوب ضغط الهواء وأنماط الدوران ضمن مناطق واسعة وخرائط تأثير تغير المناخ وخرائط الارتفاع والتوزيع.
وستكون الخرائط النهائية لأطلس الرياح بدقة 500 متر.
وخلال المحاكاة المناخية وهي الجزء العلمي المكثف من عملية النمذجة تتم مقارنة عدد من النماذج لتحديد تلك التي توفر أفضل النتائج في الصحراء والبيئات القاحلة ومن المتوقع أن يضمن ذلك أن تأخذ الخرائط النهائية في الاعتبار الخصائص المناخية الفريدة للمنطقة.
ويتجاوز حجم مجموعات البيانات التي يجري العمل عليها حاليا 10 تيرابايت.
وستتم استضافة أطلس الإمارات للرياح والبوابة التفاعلية ضمن المرافق المتطورة لمركز البيانات في معهد مصدر.