هل تعلم أن النسب الأعلى للتلوث بالزئبق في هواء لبنان تكمن في قطاع الرعاية الصحية ولاسيما في عيادات طب الأسنان ؟ ما يجعل من المؤسسات التي ينبغي أن تحرص على الصحة العامة مصدر خطر لها. هذا ما اعلنته أعلنت المنظّمة العالميّة إندي-آكت عن نتائج حملاتها السابقة من نوعها التي قامت بها في لبنان والمغرب لقياس نسبة الزئبق في الهواء . الزئبق يعتبر قاتلا وهو من النفايات السامة بحد ذاتها التي تزيد من تلويث مصادر المياه الجوفية التي تتراكم في الأجسام تدريجياً. اذ تفيد المعلومات الطبية أنّ الزئبق ايضا" يعتبر مادة سامة للغاية وقد يكون مميتاً في حالة استنشاقه. كما يمكنه أن يسبب اضراراً للجهاز العصبي والهضمي والتنفسي بالإضافة الى جهاز المناعة والكلى. وحالياً لا يزال يستخدم في معدات وعمليات في قطاع الرعاية الصحية بالرغم من امكانية استبدالها بسهولة ببدائل أكثر سلامة. وبين هذه المعدات والعمليات ميزان الحرارة ومواد حشو الأسنان، بحيث إن أطباء الأسنان في لبنان كانوا ولايزال بعضهم يستعملون الملغم المحتوي على الزئبق لحشو الأسنان، ما يمكن أن ينتج مع الوقت إطلاقاً بطيئاً للزئبق من الفم الى باقي الجسم مع الوقت .وهكذا اعلنت المنظمة العالمية "اندي- اكت" إلى أنّ "أسناننا تحوّلت إلى قنابل موقوتة، بالرغم من إمكانيّة النّاس أن يختاروا عدم وجود هذه المادّة السامة في أسنانهم وعليهم أن يعرفوا بأن لديهم هذا الخيار وان هذا المعدن أصبح مادة كيميائية يشكل مصدر قلق متزايد على مدى السنوات الماضية، ما أدى إلى شروع برنامج الأمم المتحدة للبيئة بعملية تاريخية جديدة من المفاوضات الحكومية من أجل وضع معاهدة عالمية شاملة بشأن الحد من التلوث بالزئبق". الا انها لفتت إلى أنّ "لبنان لا يزال يفتقر إلى المعلومات الكافية حول خطورة التلوث بالزئبق في البلد، حيث لا توجد حالياً قوانين تضبط استعمال هذا المعدن الثقيل الخطر. ولهذا من الضروري وضع صك قانوني دولي جديد بشأن الزئبق". من جهة اخرى "ينبغي على وزارة البيئة أن تحد سريعاً من استعمال الزئبق وحتى توقيفه، واعتماد بدائل خالية من الزئبق وأكثر سلامة، تماماً كما تتصرف بهذا الشأن معظم الدول المتقدمة". على حدّ قول خبير البيئة الدكتور ناجي قديح الذي حذر من أنّ التعرض لنصف ملليغرام من الزئبق في المتر المكعب من الهواء لمدة 4 ساعات يشكل خطراً على الانسان. " كما وشدّد أيضاً على وجوب النظر الى كيفية معالجة المنتوجات المستهلكة والمحتوية على مادة الزئبق بعد أن تتحول الى نفايات، ووضع نظام لجمعها بشكل منفصل تمهيداً لمعالجتها ومنعاً للتلوث البيئي، ولكنه أسف لكون لبنان يعاني من نقص في الدراسات، لان من المفروض من العام 2003 بناء على توجهات برنامج الأمم المتحدة وضع مسح وطني عن الزئبق في لبنان كونه يعاني من مخاطر الزئبق في استعماله ميزان الحرارة، آلة الضغط، حشوة الأسنان، أجهزة القياس للضغط الجوي، مصابيح التوفير وغيرها وكلها تحتوي على الزئبق مع ضرورة إعداد صك ملزم قانوناً بشأن الحد من مخاطر الزئبق.