اليوم مع للأسف ما يقارب 60% من اراضي لبنان معرضة للتصحر خصوصاً في الشمال والبقاع والجنوب مما يعني خسارة اقتصادية كبيرة والتربة معا" التي تتطلب ملايين السنين لتتشكل وذلك بسبب استغلال الموارد الطبيعية بطريقة عشوائية بفعل مساوئ الرعي الذي يفتقد الى قانون عصري ملائم لان القوانين الموجودة قديمة وموروثة من العهد العثماني وغير مطبقة وغير ملائمة ،وحتى الان لا حلول للحد من هذه المشكلة البيئية المزمنة. انها مهزلة بحد ذاتها! لان لبنان الأخضر في طريقه إلى التصحّر، نتيجة عوامل عدة ادت الى تدهور الغطاء الأخضر الذي كان يتمتع به ، بعدما كان من اوائل الدول التي وقعت على اتفاقية الامم المتحدة سنة 1995. " ان المناطق المتأثرة بالتصحر بشكل خطير هي الاودية والسهول في بعلبك، الهرمل، زحلة، ومجمل السلسلة الشرقية وخاصة وجهها الغربي. اما المناطق المتأثرة جزئياً فهي عكار، طرابلس زغرتا، الكورة، كسروان، صيدا، النبطية، مرجعيون، صور،بنت جبيل، راشيا والبقاع الغربي، والوجه الغربي من السلسلة الغربية وجهها الشرقي. اما بالنسبة لانجراف التربة فبات واضحاً حيث تقدر الاراضي المعرضة والمهددة بالانجراف من الامطار والسيول والرياح ونشاطات الانسان العشوائية بـ65% من مساحة لبنان مما انخفضت مساحة الاراضي المزروعة نتيجة الانجراف والهجرة خلال سنة 1975 وسنة 1990 من 360000 هكتار الى 200000 هكتار وادت هذه الهجرة الى انهيار الجلول الحرجية التي تحفظ التربة في المنحدرات الجبلية في 4000 هكتار كما تؤدي السيول الى انجراف التربة مما يقدر بحوالى 6 أطنان هكتار في السنة كما وتقدر كلفة اعادة بناء الجلول والمصاطب بـ25 مليون دولار من دون ان ننسى ان تقلص الثروة الحرجية الذي يؤدي الى زوال الاحراج وانجراف التربة." على حدّ قول الخبيرة في البيئة الدكتورة فيفي كلاّب بصراحة معلنة اننا قادمون نحو التصحر بناء على دراسة بيئية تؤكد مدى سيحصل تغيير اقتصادي كما هو الحال في مناطق الهرمل و البقاع الغربي حيث سيتعرض للجفاف من ناحية الزراعة كما ان الامر ذاته بالنسبة للخط الساحلي اذ ستتهدد الزراعة الساحلية من ليمون و موز و غير ذلك تغييرا" جذريا" في نقلها 30 متر فوق سطح البحر في ظل فقدان المياه تدريجيا" عندها سيتم الاعتماد على الاستيراد الكلي للمنتوجات الزراعية من الخارج و نقع في مشكلة الاوهي هجرة الناس نحو المدن مما ستضاعف الازمة البيئة نظرا" لتضاعف التدفق السكاني في ظل ندرة المياه و ازدياد الامراض من كافة الانواع. و هنا اكدت الدكتورة كلاّب :" ان تراجع نسبة انتاجية التربة يفقدها قدرتها على دعم نمو النباتات ،و ذلك مع انحسار الغطاء النباتي تصبح الأرض عرضة للمزيد من التدهور. وتكتمل عملية التصحر في ما يشبه حلقة مفرغة، إذ يتراجع مخزون المياه الجوفية بسبب قلة النباتات التي تمسك التربة وبالتالي تؤمن حفظ المياه. كذلك يرتفع مستوى التلوث في الهواء والمياه ،ويمكن للاتربة التي تحملها الرياح أن تفاقم المشاكل الصحية لدى المرضى،خصوصاً المصابين بأمراض التنفس والحساسية والعيون."