يبدأ ثمانية وأربعون عضوًا علميًا دوليًا من بينهم البروفيسور السعودي عبد العزيز بن عبد الله بن لعبون من كلية العلوم قسم الجيولوجيا والجيوفيزياء في جامعة الملك سعود برحلة إلى الجزء الجنوبي الشرقي من القارة القطبية حيث تبدأ الرحلة العلمية من مدينة " إينفركارجيل " بنيوزيلندا في الخامس عشر من يناير الجاري إلى الـ 16 من شهر فبراير القادم وتستغرق قرابة الشهر. وتهدف الرحلة التي ستنطلق على متن الباخرة العلمية الروسية (أكاديميك شوكالسكي AkademikShokalskiy) وصولاً للمنطقة التي ستجرى فيها الدراسات والأبحاث إلى دراسة سواحل بحر روس (Ross Sea) في الجزء الجنوبي الشرقي للقارة من مختلف النواحي الجيولوجية والجيوية والبيئية والمناخية وغيرها، والتعرف على بيئات الترسيب الجليدية الحديثة لربطها بما في السجل الجيولوجي للمملكة من صخور ترسبت قديمًا في مثل هذه البيئات. وترتبط أهداف البعثة العلمية وخاصة في جانبها الجيولوجي بجيولوجية جزيرة العرب عمومًا والمملكة خصوصًا، في كون القارات الحالية للأرض كانت قبل حوالي 135 مليون سنة مجتمعة في قارة واحدة تعرف بأرض جوندوانا، وبالتالي فإن صخور القارة القطبية الجنوبية تتشابه وصخور القارة الأفريقية وضمنها جزيرة العرب وخاصة صخور الفترات الجليدية قبل تجزؤ القارة. وتأتي مشاركة البروفيسور عبد العزيز بن لعبون في هذا البحث الميداني بدعم وتشجيع من جامعة الملك سعود ضمن خطة رفع المستوى العلمي لمنسوبي الجامعة عالميًا. وتتلخص إسهاماته في هذه البعثة من خلال مناقشة الأبحاث وإلقاء محاضرات حول الفترات الجليدية في المملكة وربطها بالفترات الجليدية التي تعرضت لها الأرض خلال عمرها الجيولوجي، ومناقشة آخر ما توصل إليه من دراسات واكتشافات مع علماء من مختلف أنحاء العالم المشاركين في هذه البعثة العلمية لتبادل المعلومات والخبرات، وربط جيولوجية المملكة بجيولوجية القارات الأخرى عندما كانت متصلة ببعضها مكونة قارة واحدة تعرف باسم " أرض جوندوانا " . وتحقق هذه المشاركة مردودًا علميًا مهمًا يأتي من خلال التعريف بالصخور الجليدية في منطقة مدين وهي دليل على امتداد العصر الجليدي خلال عصر البلايستوسين إلى غرب المملكة ، وفتح مجالات تعاون البحث العلمي بين المتخصصين في جامعة الملك سعود والخبراء والمتخصصين والجامعات في مجالات علمية وخاصة دراسات الصخور الجليدية ، وسبق هذه الرحلة رحلةٌ أولى شارك فيها بن لعبون مع بعثة الجمعية الجيولوجية الأمريكية وحققت أهدافها العلمية.