واشنطن ـ عادل سلامة
لم تعد المكتبات ذلك المكان الصامت، كريه الرائحة والمخصص للدراسة المنفردة، بل أصبحت الآن مشرقة تعج بوسائل التكنولوجيا الحديثة. وقد طور مهندسان أميركيان عمارة بناء المكتبات، حيث أصبحت تعتمد على العديد من العناصر مثل الفضاء والضوء والهندسة والمواد، مما أحدث ثورة في عالم عمارة المكتبات.
وتشمل مواد البناء معدن "الألومنيوم" والألواح الفخارية والرخام، حتى أن تصميم النوافذ أصبح أكثر ذكاء لتدخل قدرا أكبر من الضوء والحرارة، بشكل موزع بحيث لا تتركز على بقعة واحدة.
كما أن البعد النفسي مهم جدا لمراعاته في بناء المكتبات، حيث أنه من المفترض ألا تمنح القراء الشعور بالملل أو الكآبة، وأن تجعلهم يرغبون في قضاء وقت أطول في القراءة والإطلاع، هذا غير اختيار الأثاث الصحيح ووضعه في مكانه المناسب. ولا ننسى عملية تخزين الكتب وأرشفتها على الأرفف والتي ينبغي أن تظهر في شكل جذاب يحثك على القراءة.
فالمكتبات كلها يجب أن تبدو مثيرة، وأماكن مريحة لقضاء الصباح ، او بعد الظهر أو حتى المساء، لذلك ينبغي أن نستبعد منها عامل الملل أو الخمول، وربطها بشكل كبير بالعالم الخارجي.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن المباني يمكن أن تؤثر على صحة الشخص، وكمواطنين في المجتمعات الحديثة ننفق 90% من وقتنا في الداخل، لهذا يجب مراعاة العامل النفسي للأماكن أكثر من أي وقت مضى.
الضوء الطبيعي، على سبيل المثال، يمكن أن يساعد المرضى في المستشفيات للتعافي، وتلاميذ المدارس على أداء أفضل. وقد أظهرت الأبحاث أن الضوء المرئي يساعد جسم الإنسان لتنظيم إنتاج هرمون "الميلاتونين" الذي يساعد بدوره على تنظيم الساعة "البيولوجية" لأجسادنا، مما يؤثر على أنماط النوم والهضم، والضوء الطبيعي يساعد أيضا على تحفيز إنتاج الجسم من مادة "السيروتونين" الناقل العصبي، والتي يمكن أن تقلل من أعراض الاكتئاب.