لندن ـ ماريا طبراني
من التجارب السياحية الفريدة زيارة جزر المالديف، حيث الاستمتاع بالطبيعة البكر بكل ما تنطوي عليه من مظاهر في مقدمتها مظاهر الحياة البرية والبحرية، حيث يمكن للزائرين الإبحار في مياه المحيط الهندي. وأول ما يجذب الانتباه أثناء الإبحار وبعد قطع مسافة طويلة من الشاطيء إلى المياه العميقة هو ذلك الكائن الذي يتجاوز طوله 26 قدمًا، وهو أكبر كائن حي على وجه الأرض، إنه القرش الحوت الذي يظهر بزعانفه الشهيرة التي تشق المياه أثناء سباحته قريبًا من سطح المياة الدافئة في المحيط بالقرب من شواطيء جزر المالديف. ويبدو من الوهلة الأولى بعد مشاهدة هذا العملاق يطل بزعانفه وذيله من المياه العميقة أنك مقبل على حدث مهم في حياتك حيث تقترب من أن تتحول إلى وجبة إفطار خفيفة للحوت، ولكن اطمئن حيث لا يهاجم هذا النوع من سمك القرش الإنسان ولا يأكله مع أنه الكائن الأضخم على الإطلاق بين جميع الكائنات الحية، حيث من الممكن أن يصل وزنه إلى 20 طنًا وطوله إلى 40 قدما. وتعلو جسم هذا العملاق البحري خطوط وبقع بنية اللون داكنة. ومن التجارب الفريدة أن ينزل السائح إلى المياه في حضرة هذا القرش الذي يحترم بني الإنسان ولا يهامجهم ويبدأ السباحة معه وهو يشق المياه برفق فاتحًا فاه الذي يمتليء بالأسماك والكائنات البحرية الأصغر التي تناولها في وقتٍ سابقٍ، ومع تلك الرقة التي يتسم بها هذا المخلوق هائل الحجم، لابد وأن يتوخى الإنسان الحذر أثناء السباحة مع القرش الحوت حيث من الممكن أن يقوم بحركة مفاجئة أثناء السباحة ويرفع ذيله الضخم في الواء ويضرب به المياة بعنف، وهو ما قد يودي بحياة أي شخص يتصادف وجوده في طريق الذيل. وبعد الاستمتاع بالسباحة مع أضخم مخلوقات الأرض، يمكن التوجه إلى جزيرة خاصة بعد رحلة بطائرة بحرية، وهي الجزيرة التي يبلغ طولها إلى 500 ياردة وعرضها إلى 300 ياردة، حيث مظاهر الحياة البحرية في أبهى صورها، حيث البحيرة الزرقاء التي تقطع الجزيرة والشعاب المرجانية التي تتمايل بفعل حركة المياة، وعلى الجزيرة هناك جسر بطولها كاملًا يمكن للسائح السير عليه لمسافة 500 ياردة للاستمتاع بمشاهدة الأضواء البراقة لأسماك المانتا. وعلى الشاطيء، يستمتع السائحون بالإقامة في الفيلات المبنية من الخشب والقش والتي تطل على الشاطيء مباشرةً لتسمح للمقيمين بمشاهدة الأسماك الملونة وهي تداعب الشعاب المرجانية بأفواهها بحثًا عن شيء تأكله.