القاهرة – محمود حماد
تعدّ الرحلة النيلية في "الفلوكة"، وهي مركب شراعي صغير، أهم ما قد يعيشه السائح في مدينة الأقصر، لاسيما إن كان قد وصلها دون المرور بنهر النيل، لأنها توفر فرصة للاستمتاع بالمعالم الأثرية، والشمس، والإبحار في نهر النيل في جو ساحر، يقود الإنسان إلى عالم أخر، من السحر والجمال. وتنتشر "الفلوكة" في أعداد كبيرة على نهر النيل، سواء في الأقصر أو القاهرة أو أسوان، وهي مستخدمة للإبحار عبر النيل منذ الأزمنة القديمة، عندما كان "الفراعنة" يحكمون هذه القطعة من الفردوس التي هي "مصر" اليوم. ويشير أحد الذين خاضوا هذه الرحلة المهندس محمد سعيد، في حديث إلى "العرب اليوم"، إلى أنَّ "الإبحار على صفحة المياه الهادئة لنهر النيل، الذي ينساب في جلال ملكي، مع مشاهدة معبد الأقصر المهيب على الضفة الشرقية، والتلال ذات اللون الأحمر الوردي على الضفة الغربية، يجعل الإنسان يخوض تجربة فريدة من نوعها، ويعيش فيها لحظات من الإلهام الفكري، والاسترخاء النفسي، لا يمكن أن تغيب عن الذاكرة". ويفضل أن يتفق الراكب مع قائد "الفلوكة" على المدة وخط السير والسعر قبل الركوب، وتعتبر الرحلة إلى معبد "فيلة"، وكذلك إلى جزيرة الموز من أشهر الرحلات النيلية، وأكثرها إنتشارًا في الأقصر، حيث تبحر الفلوكة إلى شمال الأقصر، لتصل إلى الجزيرة التي تغطيها نباتات الموز, مرورًا بمعبد "فيلة" الواقع في وسط النيل، ويرسو قائد مركب الفلوكة على الشاطئ، ويأخذ الراكب في رحلة قصيرة، بغية استكشاف الجزيرة، حيث يمكن تناول قدح منعش من الشاي المصري التقليدي، وبعض ثمار الموز اللذيذة، التي يشعر الإنسان أنه لم يتذوق مثلها من قبل.