القاهرة _ العرب اليوم
تعتبر التغذية المتوازنة مرادفاً للجسم السليم، لذلك يجب عدم اغفال تناول الكثير من الفواكه، الخضراوات والدهون الصحية. اذ أن النظام الغذائي الذي نتبعه يلعب دوراً مهما للغاية في حياتنا ويؤثر بشكل كبير على صحتنا، فبالاعتماد على التغذية المتنوعة والمتوازنة نمد جسمنا بالعناصر الغذائية والمواد التي يحتاجها للعمل بشكل صحيح، كما أن العكس قد يحدث بالاعتماد على تغذية سيئة، اذ قد تصبح هذه الأخيرة عدواً للصحة لافتقارها للعناصر الغذائية اللازمة واحتوائها على بعض المواد التي قد تضر بالجسم.
أرقام سوء التغذية في العالم مثيرة للقلق
في الحقيقة فوتيرة الحياة اليومية بالإضافة الى المصلحة الاقتصادية للصناعة الغذائية جعلت العديد من الأشخاص يجدون في الوجبات السريعة خياراً عملياً. لكن البيتزا، الفطائر، الهامبرغر بالإضافة الى البطاطس المقلية، اللحوم المحولة، الحلويات، المشروبات الغازية وغيرها هي من العادات الغذائية التي تؤثر بشكل كبير على صحة الانسان بشكل سلبي.
خرافات وحقائق حول الأغذية
يعتبر موضوع الأغذية والطعام جد واسع ولتحديد المشاكل الصحية المحتملة أن يسببها يجب دراسة وتحليل كل غذاء بشكل منفصل. لكن وبالرغم من ذلك توجد العديد من الطرق التي يمكن عن طريقها تحليل ما نتناوله من أغذية وبالتالي تحديد مما قد نعاني.
البروتينات
من المهم التعرف على نوع البروتين الذي يحتاج اليه جسمنا وذاك الذي قد يكون مضراً. وتعتبر البروتينات النباتية بالإضافة الى البروتينات التي نحصل عليها من اللحوم الخالية من الدهون مفيدة ولها أثر ايجابي على الصحة والجسم لأن هذا النوع من البروتينات يساعد على بناء عضلات الجسم.
أما اللحوم الحمراء فهي تحتوي على دهون سامة ناتجة عن سموم، أدوية, مواد مضافة بالإضافة الى هرمونات ومركبات أخرى يمكنها أن تؤثر على الجهاز الهضمي وبالتالي التسبب في الأمراض.
وقد أظهرت العديد من الأبحاث أن تناول اللحوم الحمراء خمس مرات في الأسبوع يزيد من خطر المعاناة من سرطان القولون وذلك بعكس الأشخاص اللذين قد يتناولون هذا النوع من اللحوم مرة واحدة في الشهر.
الحليب أو اللبن
ساد الاعتقاد لعقود من الزمن أن استهلاك الحليب أو اللبن ضروري للحصول على مستويات مناسبة من الكالسيوم، غير أن هذا الاعتقاد تم دحضه، حيث أصبحنا نعلم في أيامنا هذه أننا لا نحتاج لشرب الحليب من أجل الحصول على الكالسيوم، كما أن الدراسات بينت على أن استهلاك اللبن يرتبط بظهور العديد من المشاكل الصحية مثل مشاكل الدورة الدموية، مشاكل بالجهاز التنفسي، حالات الحساسية، مرض السكري وغيرها من الأمراض والمشاكل الصحية.
فضلاً عن ذلك فالحليب يحتوي على بروتين "الكازين" الذي يمكنه أن يساعد على تطور ونمو العديد من أنواع الأمراض السرطانية.
السكر
يعتبر السكر من أكثر المواد الغذائية استهلاكاً في العالم كما أنه يعتبر من أخطر المواد وأكثرها ضرراً على الجسم أيضاً حيث يمكن للسكر التسبب في الادمان وهو يعتبر السبب الرئيس في الاصابة بمرض السكري الذي يعاني منه 300 مليون شخص حول العالم والمسؤول عن 5 بالمئة من الوافيات كل عام.
فالسكر يخفض الدفاعات المناعية للجسم ويغذي الخلايا السرطانية كما أنه يحرر "الأدرينالين" ويساعد على تراكم الدهون بالإضافة الى كونه يسبب العصبية والاكتئاب.
الهرم الغذائي قد تغير
حتى وقت قريب وضع الهرم الغذائي الحلويات في قمة الهرم متبوعة بالحليب ومشتقاته ثم الخضراوات والفواكه وأخيراً الكربوهيدرات، أما اليوم فقد تغير الهرم الغذائي بشكل كامل حيث أصبحت الكربوهيدرات في قمة الهرم متبوعة بالحليب ومشتقاته وفي أسفل الهرم توجد الفواكه المجففة، الدواجن، الأسماك والمأكولات البحرية ثم الحبوب الكاملة، أما في أخر الهرم الغذائي فنجد الفواكه والخضراوات، زيت الزيتون ثم الدهون الصحية مثل الأوميغا 3.
يجب علينا ان نكون على دراية بنوع الأغذية التي نتناولها لنعرف العناصر الغذائية التي نزود جسمنا بها حتى يتمكن هذا الأخير من الحصول على المواد المهمة والأساسية ليؤدي وظائفه على أكمل وجه لأن نقص العناصر الغذائية المهمة قد يولد مشاكل صحية يستعصي حلها على المدى القصير والبعيد.
فضلاً عن ذلك يجب معرفة أن سوء التغذية هو السبب الرئيسي للسمنة، مشاكل القلب والشرايين، الاكتئاب، مشاكل الكبد والكلى وغيرها من المشاكل الصحية.
ويجب علينا كذلك أن نعلم أن الأغذية تفقد الكثير من منافعها أثناء معالجتها أو طهيها بشكل خاطئ، لذلك ننصح بتناول الأغذية الطبيعية التي لا تحتوي على مواد مضافة ولم تتعرض للأسمدة والمبيدات الحشرية التي تؤثر على الصحة.
أخيراً يجب على كل من يعاني من اضطراب في الأكل أن يتحكم في نظامه الغذائي، لهذا وجب تعويض النقص في العناصر الغذائية بالمكملات الغذائية، غير أنه من المستحسن الحصول على جميع العناصر الغذائية من الأغذية الطبيعية.