القاهرة - العرب اليوم
هل تشعر بتلك الحالة التنافسية بين شركة سامسونج و شركة ابل؟ هذه المنافسة الكبيرة جزء منها يعتمد دائمًا على المستخدم، الذي يقوم بالمقارنة بشكلٍ مستمر بين أحدث الهواتف في كلا الشركتين، كما أنه هناك اتفاق ضمني بين التجّار والمستخدمين أن الذي يبحث عن هاتف سامسونج يجب أن يتم إغراؤه بهاتف ابل والعكس صحيح، ورغم أن هناك العديد من شركات الهواتف الذكية المتميزة ورغم أن هناك هواتف أخرى بإمكانيات عالية من غير العلامة التجارية سامسونج وابل، إلا أن المستخدمون دائمًا ما يضعون الشركتان موضع مقدس للمقارنة والمفاضلة.
كما أن التنافس بين الشركتين كبير، حيث تحرص كلا الشركتين على طرح المزيد من المميزات للمستخدمين حتى تتفوق على الشركة الأخرى وتجلبهم لصالحها، وهذا بالطبع لكي يصب في مصلحة زيادة مبيعات شركة على حساب أخرى، إلا أن هذه المعادلة لا تتحقق بشكل كبير، وهذا لأن مع زيادة المميزات تقوم الشركة بزيادة الأسعار، وهذا ما حدث في الآونة الأخيرة حيث اعلنت شركة ابل في منتصف الشهر الجاري عن هاتف iPhone X الذي يصل سعره إلى 1149 دولار أي ما يعادل 20,248 جنيه مصري و 4,219 درهم إماراتي و 4,308 ريال سعودي، في حين أن هاتف سامسونج Galaxy Note8 جاء في سعر مرتفع أينعم ولكن أقل بكثير، حيث يصل سعر الهاتف إلى 930 دولار أي ما يعادل 16,386 جنيه مصري و 3,415 درهم إماراتي و 3,487 ريال سعودي.
تحديدًا في 12 من سبتمبر كانت احتفالية شركة ابل بمرور عشر سنوات على أول هاتف من نوع iPhone وفي خلال العشر سنوات، تصاعدت المنافسة بين الشركتين، لذا قررنا أن نستعرض الأسعار التي وضعتها شركة أبل وشركة سامسونج خلال العشر سنوات، ومقارنة بينهم في السعر.
منذ عام 2007 وهناك عدّة مراحل وانتقالات تمر بها شركات الهواتف الذكية بشكل عام و الشركتين بشكل خاص، حيث أن في هذا العام قامت شركة ابل بإصدار أول هاتف iPhone ( الجيل الأول) حيث شاشة تعمل باللمس وهذه كانت طفرة في عالم الهواتف، غير أن هذا الهاتف كان يعمل بنظام iOS1.0 ثم وصل إلى تحديث جديد iOS 3.1.3 مع شاشة 3.6 بوصة و وزن 135 جرام وذاكرة داخلية 16 جيجابايت و ذاكرة عشوائية 128 ميجابايت، والغريب أن معالج الهاتف كان من صنع شركة سامسونج.
وصل سعر هاتف iPhone الجيل الأول إلى 400 دولار أمريكي أي ما يعادل الآن 7,048 جنيه مصري و 1,468 درهم إماراتي و 1,499 ريال سعودي.
أما في عام 2009 أنتجت شركة سامسونج هاتفها Samsung Galaxy حيث يعتبر أول هاتف من سلسلة جالاكسي حيث يعمل بنظام أندرويد مع كاميرا 5 ميجابكسل وذاكرة عشوائية 128 ميجابايت وذاكرة داخلية 8 جيجابايت وكان في نفس سعر هاتف ايفون الجيل الأول، لكن المنافسة بدأت بين شركة ابل وسامسونج في عام 2010 حيث بدأت سامسونج بسلسلة من هواتف جالاكسي S الذي بدأ سعرها تقريبًا 500 دولار أمريكي أي ما يعادل الآن 8,810 جنيه مصري و 1,836 درهم إماراتي و 1,874 ريال سعودي.
كما أن شركة ابل حافظت على سعر هاتف iPhone 3Gs حيث وصل إلى سعر يتراوح بين 600 إلى 700 دولار، في حين رفعت شركة سامسونج سعر هاتف Galaxy S2 ليبدأ من 600 دولار، وعليه فقامت شركة ابل برفع سعر هاتف ايفون S4 يبدأ من 650 دولار أمريكي، وتشتد المنافسة حيث بدأت شركة سامسونج بإنتاج سلسلة جالاكسي نوت التي جاءت بسعر 700 دولار أمريكي، واستمرت المنافسة في زيادة الأسعار مع هواتف Galaxy s3 و iPhone 5 و Note 2.
التنافس بزيادة الأسعار
هو رأي غريب ولكنه ما حدث بين شركة سامسونج وشركة ابل حيث احتدم الأمر، كلما تقوم شركة بإنتاج هاتف جديد تزيد من سعره عن هاتف الشركة الأخرى وهكذا. وهذا ما حدث في عام 2013 حيث قررت سامسونج رفع سعر هاتف Samsung S 4 ليبدأ من سعر 650 دولار أي ما يعادل الآن 11,453 جنيه مصري و 2,386 درهم إماراتي و 2,437 ريال سعودي وذلك ليكون مساوي لسعر هاتف iPhone S5 ولكن ظل سعر Samsung Galaxy Note 3 كما هو حيث بدأ من سعر 700 دولار أمريكي.
واستمر التنافس برفع الأسعار وصولًا إلى عام 2015 حيث اعلنت شركة ابل عن هاتف iPhone 6 بسعر 650 دولار أمريكي أي ما يعادل الآن 11,453 جنيه مصري و 2,386 درهم إماراتي و 2,437 ريال سعودي، كما خرج هاتف iPhone 6 Plus بسعر يبدأ من 750 دولار أمريكي أي ما يعادل الآن 12,334 جنيه مصري و 2,570 درهم إماراتي، 2,624 ريال سعودي
أما سامسونج فقد قدمت هاتف Samsung Galaxy S5 بسعر 650 دولار أمريكي، أما هاتف Note 4 فقد جاء بسعر 700 دولار أمريكي أي ما يعادل الآن 13,215 جنيه مصري و 2,754 درهم إماراتي و 2,812 ريال سعودي. إلا أن سعر هاتف نوت إيدج كان مرتفعًا حيث يصل سعره إلى 800 دولار أمريكي.
في عام 2016 انتقلت الأسعار إلى مرحلة الاقتراب من الألف دولار، حيث وصل سعر هاتف Galaxy S7 إلى أن يبدأ من 700 دولار، ثم هاتف إس 7 إيدج الذي يبدأ من 750 دولار، وهذا يعني أن سامسونج انتقلت إلى شريحة عليا، أما شركة ابل ظلت محتفظة بنفس الأسعار مع هواتف iPhone 7 و iPhone 7 Plus وذلك يرجع إلى أن جوجل حاولت الدخول بهواتفها في مسار التنافس وذلك من خلال هواتف pixel, pixel XL وبنفس هواتف شركة ابل، وهذا ما أشعل المنافسة وصولًا إلى خضمها في عام 2017.
عام 2017 مليء بالمفاجآت التي ابهرت العالم سواء بهواتف بمميزات كبيرة وجديدة وبأسعار الهواتف، حيث قررت سامسونج بيع هاتف Galaxy S8 بسعر يبدأ من 750 دولار أمريكي، أما هاتف Galaxy S8 Plus بسعر 850 دولار أمريكي، أما هاتف Galaxy Note 8 فقد وصل سعره إلى 930 دولار وهذه سابقة جديدة على شركة سامسونج.
أما شركة ابل فقد انتجت لنا ثلاثة هواتف جديدة مميزة للغاية، وأثار الإعلان عنها في احتفالية ضجة كبيرة خاصًة هاتف iPhone X الذي تمتع بالكثير من الإمكانيات التي نتمناها جميعًا، لكن إذا كنا نتحدث عن السعر فقد بدأ سعر الجيل الجديد من ايفون من 999 دولار أمريكي، وهذا سعر النسخة الأصغر من هاتف iPhone X حيث تصل النسخة ذات الإمكانيات الإضافية إلى سعر 1149 دولار أمريكي وهذا سعر جديد وغريب، لكنه يضعنا تحت طائلة فكرة عجيبة وهي أن أكبر شركات الهواتف الذكية تعمل على أن زيادة الأسعار يؤدي إلى زيادة المبيعات، وهذا غريب نوعًا ما، غير أن كما نعرف فإن زيادة سعر المنتج لا تعني جودته، فهل يدخل السباق بين الشركتين شركة رائدة بأسعار قليلة وإمكانيات عالية؟ هذا ما ينتظره الخبراء من شركة جوجل، على الأقل أن تفسد هذا السباق.
*أسعار الهواتف الذكية في المقال هي الأسعار المدرجة في المتاجر وقت نشر المقال، الأسعار متغيرة صعودًا وهبوطًا وفقًا لحركة الأسواق.