مدريد -العرب اليوم
عاش الإسباني ايسيدري استيفي، أفضل لحظات مسيرته كسائق دراجات بخارية رغم تعرضه في عام 2007 آنذاك، لحادث خلال بطولة في إسبانيا أقعده على مقعد متحرك حتى الآن، بيد أن شجاعته وشغفه بالرياضة أعاداه ليكون من بين قائمة المشاركين في رالي داكار2018.
وقال استيفي، في تصريحات خاصة بالعاصمة البيروفية ليما: "الحادث وقع في السباق الأول من بطولة إسبانيا لرالي المرتفعات، كنت في الجزء الأخير وخلال مروري بإحدى المسارات أخبرني فريقي المساعد أنني أبتعد عن المركز الثاني بـ 5 دقائق وأن أمامي 20 كيلومترا لأصل لخط النهاية، لقد كان فارقا كافيا من أجل أن أسترخي، وربما استرخيت بشكل مبالغ فيه".
وأضاف السائق الإسباني (45 عامًا) المولود بإقليم كتالونيا: "وعلى مقربة من أحد الأنهار وعندما كنت أمر من مسار إلى أخر سقطت في منطقة مليئة بالأحجار لأتعرض لكسر في الفقرتين السابعة والثامنة من العمود الفقري، ونتيجة لذلك أصبحت قعيدا على مقعد متحرك".
وخلال الأشهر الأولى التي تلت الحادث، كان استيفي يفكر في فقط في كيفية إعادة ترتيب أوضاعه المعيشية والوصول إلى الاعتماد على الذات، وعندما اكتشف استيفي من خلال عمليات التأهيل أنه قادر على الوصول إلى هذا الهدف، قرر العودة إلى شغفه برياضة المحركات، الذي بدأ مسيرته معها عندما كان شابا يافعا.
وقال استيفي ضحكا: "بطبيعة الحال لم يكن بمقدوري قيادة دراجة بخارية، ولهذا أضفت لها إطارين أخريين، لقد رأيت أن المشاركة في منافسات السيارات أمرا ممكنا وهنا قلت هذا هو ما يتعين علي فعله".
وفاز استيفي بسباق إسبانيا للدراجات البخارية 5 مرات، وبسباق اندورو الإسباني مرتين عامي 1992 و1999، وعاد استيفي، الذي شارك في 10 نسخ من رالي داكار في أفريقيا، إلى هذه البطولة السنوية في 2009 كسائق شاحنات، ومنذ ذلك الحين اجتهد كثيرا ليصبح من أفضل 20 سائقا في هذه المسابقة.
وتابع استيفي قائلا: "سياراتي تشبه باقي سيارات الآخرين، فقط هناك شيئان مختلفان: بما أنني لا أستطيع أن أستخدم ساقاي فيوجد لدي 3 حلقات في إطار القيادة، إحداها هي إطار القيادة نفسه وأخرى للمكابح والأخيرة لدواسة الوقود، في ناقل الحركة لدي ذراع يمثل فاصل الحركة (الدبرياج)، أما باقي الأشياء فهي عادية".
ويعد أمرا ضروريا بالنسبة للسائق الإسباني وجود مسند بمقعد القيادة ينتج نوعا من الضغط من خلال أكياس هوائية وذلك حتى يتمكن من القيادة لمدة 16 ساعة متواصلة بدون أن يتعرض لإصابات.
واستطرد استيفي قائلا: "أنا سعيد للغاية لأن هذ الحادث لم يمثل مشكلة بالنسبة لي للمنافسة في مستوى آخر، لقد اضطررت لوضع إطارات إضافية في السيارة ولكن العودة إلى داكار والوقوف على خط الانطلاق هو منحة كبيرة".
وينطلق رالي داكار، السبت (السادس من يناير الجاري) في بيرو، الذي ستستضيف الجانب الأعظم من السباق، الذي يمر بعد ذلك ببوليفيا وينتهي في 20 من الشهر الجاري بمدينة قرطبة الأرجنتينية.
يذكر أن المتسابقين خلال هذا السباق سيخوضون 14 مرحلة، ويعتبر رالي داكار السباق لاأكبر في عالم المحركات عالميا، ويجمع 500 سائق من 54 دولة مختلفة وتمتد مساراته إلى تسعة آلاف كيلومتر، بعضها تتشكل من كثبان رملية والبعض الآخر عبارة عن أراضي وعرة يصل ارتفاعها إلى ثلاثة آلاف متر.