الجزائر- سميرة عوام
تشتهر مدينة مسعد، الواقعة جنوب الجلفة في الجزائر، بالصناعات التقليدية، حيث تعتبر تلك المدينة، المصدر الأول على مستوى الأفريقي للصناعة الوبرية، وعلى رأسها البرنوس الجزائري، ذي السمعة العالمية، والذي تُقدِّمه الجزائر في المناسبات؛ كهدية للرؤساء، والفنانين الكبار في العالم، وذلك لجودته، وشكله الفريد من نوعه في المنطقة، إلى جانب ألوانه التي تعكس جمالية الصحراء، والكثبان الرملية.ويجد البرنوس المسعدي في الجزائر إقبالًا كبيرًا من طرف السياح الأجانب، بالإضافة إلى وجود من يُروِّج له في الخليج العربي بعد دخوله إلى المهرجانات المقامة في دولة الإمارات، والتي تُفضِّل كثيرًا البرنوس الجزائري، والذي كان يرتديه في وقت مضى الرئيس الجزائري الراحل، هواري بومدين، وذلك للتعبير عن قوة الرجل العربي، وذكائه، وفطنته. ويُصنَّف البرنوس الجزائري في منطقة المغرب العربي إلى أنواع عدة، حيث يوجد منه؛ القشابية البيضاء، والحمراء، ويُصنع هذا اللباس التقليدي من صوف الغنم الأسود، وهذا النوع يستعمله عامة أبسط الناس، ولا يتجاوز ثمنه 5 أو 6 آلاف دينار، وثمن الخياطة لا يتجاوز الألفي دينار، في أحسن الأحوال، كما أن هناك نوعان من الخياطة؛ رفيعة، وتكون باستعمال اليد، وهي الأغلى، وخياطة بالماكينة، وهي أسرع وأقل تكلفة، أما البرنوس ذو النوعية الجيدة، والذي دخل المعارض الدولية، يُقدَّر ثمن خياطته بـ18ألف دينار. وأكد رئيس جمعية البرنوس الوبري المسعدي، زيطوط جلول، أنه "أخذ هذا النوع من اللباس من التراث التقليدي في منطقة المغرب العربي"، مضيفًا أن "مدينة مسعد، هي الأولى التي صنعت هذا النوع من اللباس، والذي يتكون من الصوف وبعض الخيوط الأخرى، وتستغرق مدة خياطته أكثر من عام، بعد تحويل الصوف الذي يتم استقدامه من وبر الجمل إلى نساء مختصات في الحياكة، وصناعة هذا النوع من اللباس التقليدي". وأوضحت مختصة في عملية صناعة البرنوس الجزائري، جازية وكيل، أن "هناك نوعان من الخياطة، النوع الأول؛ القسنطيني أو المغربي، وتُستعمل فيه الإبرة واليد، وتكون الزخرفة مضاعفة، ويتراوح ثمنه من 5000 إلى 12000 دينار، وتدوم من 15 يومًا إلى شهر، وهو يصلح لكبار الشخصيات، أما النوع الثاني؛ فهو العادي، ويكون بواسطة الماكينة ويتراوح ثمنه من ألف إلى ألفين وخمسمائة دينار، ويلبسه عامة الناس، ويُستعمل في الحفلات والمناسبات". وأشارت جازية، إلى أن "البرنوس الجزائري مطلوبًا كثيرًا في المغرب وتونس، وتعتبر بلدية زكار، دائرة عين الإبل الممون الرئيس في القشابية البيضاء، والمعروفة بجودتها وسمعتها العالية، وثمنها المرتفع".