الرياض ـ العرب اليوم
تولى المدرّب الأرجنتيني رامون دياز، قيادة الهلال بعد الروماني ماريوس سيبيريا الذي تولى زمام الأمور بشكل مؤقت لمدة مباراتين، وذلك بعد رحيل الأورغوياني غوستافو ماتوساس، والذي قاد الزعيم في أول 4 مباريات فقط في بطولة الدوري، وتعلّقت أحلام الهلاليين كثيرًا بالمدرب الأرجنتيني صاحب الـ 58 عامًا، لاسيما وأنه صاحب إنجازات كبيرة في قارة أميركا الجنوبية، ويأمل الكثيرون في قدرة دياز على إعادة بطولة الدوري إلى خزائن النادي العاصمي بعد غياب استمر منذ عام 2010 ـ 2011، وهو أمر لم يعتاد عليه المدرج الأزرق.
ويحتل الهلال حاليا صدارة دوري جميل برصيد 37 نقطة، بفارق 3 نقاط عن الأهلي صاحب المركز الثاني، سجل خط هجومه 38 هدف وهو أقوى خط هجوم في المسابقة، وتلقت شباكه 11 هدف وهو ثاني أقوى خط دفاع، ولعب الهلال تحت قيادة دياز، 9 مباريات، فاز في 7 وتعادل في لقاء وحيد أمام النصر، وخسر في مواجهة وحيدة أمام الاتحاد، كانت الأولى للمدرب الأرجنتيني، وفي بطولة كأس ولي العهد خرج الهلال من دور نصف النهائي بعد الهزيمة من النصر 2 ـ 0.
وسجل الهلال مع دياز 19 هدف، وتلقت شباكه 7 أهداف، وبشكل عام في بطولة الدوري أحرز الزعيم 11 هدف في الفترة من الدقيقة 61 وحتى الدقيقة 75، وهي أكثر فترة يُحرز فيها الفريق أهداف، تليها الفترة من الدقيقة 75 وحتى الدقيقة 90 حيث بلغ عدد الأهداف فيها 8 أهداف، وهو ما يوضح الروح العالية والتصميم لدى اللاعبين حتى الدقائق الأخيرة من المباريات، بالإضافة للياقة البدنية العالية.
ويلعب دياز بفلسفة هجومية وفرض الأسلوب على منافسه، ولا يغير المدرب طريقة لعبه مهما كان المنافس الذي يلعب أمامه، وينتهج طريقة لعب 4 ـ 2 ـ 3 ـ 1، ففي حراسة المرمى يوجد عبدالله المعيوف، ومن أمامه الرباعي أسامة هوساوي وعبدالله الحافظ وفي اليمين محمد البريك وفي اليسار ياسر الشهراني، ولا يقوم المدرب الأرجنتيني بأي تغيير في هذا الرباعي إلا مع الإصابات أو الإيقافات.
ويعتمد التقني الأرجنتيني على طريقة الضغط المتقدم للخط الدفاعي ويعطي حرية هجومية كبيرة للظهيرين الشهراني والبريك، وهو ما يظهر في أرقامهما حيث صنع كل منهما 3 أهداف للفريق، وسجل كل لاعب هدف، ويُعد هذا السلاح هو الأهم للكتيبة الهلالية، ويقوم دياز بتأمين تقدم كل ظهير بإعطاء تكليفات لأحد قلبي الدفاع بالميل نحو الجبهة التي يحدث منها الواجب الهجومي، فمثلا عندما يتقدم البريك يقوم أسامة هوساوي بتغطية هذه المساحة مع مساندة ارتكاز الوسط عبدالملك الخيبري، وهو الأمر الذي يحدث كذلك عند تقدم الشهراني حيث يقوم عبدالله الحافظ بالتغطية إلى جانب سلمان الفرج.
ويلعب دياز بثنائي في خط الوسط وهما عبدالملك الخيبري وسلمان الفرج، ويعطي واجبات هجومية كثيرة لسلمان لتشكيل جبهة هجومية مع ياسر الشهراني، واللاعب استطاع في الموسم الحالي صناعة 3 أهداف، فيما يبقى عبدالملك الخيبري هو الحائط الخرساني أمام الهجمات المرتدة للمنافسين في حالة فقدان الكرة، ولا يقوم الخيبري بأي مساندة هجومية، ويعتمد مدرب الهلال على ثلاثي مساند خلف المهاجم، حيث يتواجد نواف العابد وكارلوس إدواردو، وهما الأوفر حظا في اللعب خلف المهاجم الوحيد، فيما يتبادل على اللاعب الثالث المساند 3 لاعبين هم سالم الدوسري وتياجو ألفيس ونيكولاس ميليسي، وبالنظر إلى الأرقام يتضح أن العابد وإدواردو من أهم الأسلحة الهجومية الهلالية، حيث سجل البرازيلي كارلوس 6 أهداف وأحرز العابد 5 أهداف، وصنع كل منهما 4 أهداف، ويتميز هذا الثنائي بالقدرة الرائعة على التوغل في منطقة جزاء المنافسين، والاستلام في منطقة ما بين ارتكاز الوسط والخط الدفاعي، وهو ما يجعلهما يقومان بخطورة هجومية كبيرة بفضل سرعتهما ومهارتهما في التسديد البعيد، بالإضافة إلى التميز في التمريرات البينية الخطيرة، واتضح في مباراة الهلال والنصر بكأس ولي العهد مدى تأثر الفريق بغياب هذا الثنائي، وخاصة في الناحية الهجومية.
ويفضّل دياز في المقدمة اللعب بمهاجم وحيد، ومع المدرب الأرجنتيني حجز ليو بوناتني هذا المركز، والبرازيلي ليو هو هداف الفريق الهلالي برصيد 9 أهداف، ومن خلفه الزلزال ناصر الشمراني برصيد 7 أهداف، وفي فلسفة دياز فإن مهاجم الفريق يقوم بدور "المحطة" للقادمين من الخلف، ويجب أن يتسم بالقدرة على الاستلام تحت ضغط، بالإضافة إلى البنية الجسدية القوية والطول العالي، وهو ما وجده دياز في ليو "185 سم"، والأهم من ذلك القدرة على لعب الكرات الرأسية واستغلال أنصاف الفرص داخل منطقة الجزاء؛ وذلك كون دياز يعتمد بشكل كبير على الكرات العرضية، والمميز في بوناتيني أحد أهم الأسلحة الهلالية التنوع في طريقة تسجيله الأهداف، حيث أحرز 3 أهداف بالقدم اليمنى، و4 أهداف بالقدم اليسرى، وهدفين من كرات رأسية.