الجهاز الفني لـالهلال

لعب الفريق الهلالي من بداية الموسم وحتى الأربعاء، 3 مباريات اثنتان منها في دوري جميل أمام الفيحاء الصاعد حديثًا وأمام التعاون وهو من الفرق المتطورة، أما المباراة الثالثة كانت في ربع نهائي بطولة الأندية الآسيوية أمام فريق العين الإماراتي الذي لم يخض قبل مباراته أمام الهلال أية مباراة رسمية حيث لم يبدأ الموسم الرياضي الإماراتي.

ولا يمكن لأحد تجاهل الخطوات المميزة التي قامت بها الإدارة الهلالية استعدادًا للموسم الرياضي الجديد لعل أهمها تحركها المبكر لتجهيز الفريق بداية من تجديد عقد الجهاز التدريبي بقيادة الأرجنتيني دياز وكذلك الإبقاء على الثلاثي الأجنبي الأرجواني ميليسي والبرازيلي إدواردو والسوري عمر الخربين، جميع هذه الخطوات أشاد بها أغلبية الرياضيين وهناك خطوة لا تقل عن سابقتيها وهي تدعيم الفريق بمجموعة من العناصر المحلية المميزة التي كسبها الهلال بعد المنافسة مع عدة أندية على رأسهم النجم محمد كنو والظهير الأيسر حسن كادش والمدافع القوي علي البليهي والهداف مختار فلاتة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل تم أخذ رأي دياز قبل استقطابه هؤلاء النجوم؟ أم أن الإدارة اجتهدت ورأت أن هؤلاء اللاعبين المميزين سيشكلون إضافة للفريق الهلالي الذي أمامه استحقاقات مهمة تتطلب الفوز بها جميعًا وهو حق مكتسب لفريق بحجم الهلال؟، وإن كانت الإدارة استقطبت اللاعبين دون الرجوع لدياز، فلا شك أنها تبحث عن مصلحة فريقها لكن بعض المدربين لا يقبل أن تهمشه وتتصرف دون الرجوع له ويشعر أنك تملي عليه ماذا يعمل! وهنا تتولد لديه ردة فعل عكسية وإن كنت متأكَّدًا وبنسبة كبيرة أن استقطاب هؤلاء اللاعبين كان بموافقة من دياز الذي فتح مجالاً للتأويلات باستبعاد جميع اللاعبين المحليين الذين تم استقطابهم حتى وإن كان يؤمن بالاستقرار وانسجام المجموعة وهذا الكلام مردود عليه كون الاستقطابات تمت قبل بداية الموسم وكان لدى الفريق معسكر إعدادي وكان بإمكان دياز تكثيف المباريات الودية وسد مناطق الضعف في الفريق لا سيما أن من تم استقطابهم يفوقون بمستوياتهم بعض اللاعبين التي ضمتهم التشكيلة في المباريات الثلاث الماضية فمن لم يلعب منهم أساسيًا على أقل تقدير يكون في الدكة من وجهة نظري الشخصية مع كامل الاحترام لاختيارات دياز الذي ما زال يصر على بعض اللاعبين، فالحافظ يعاني من بطء في الحركة وياسر الشهراني ونواف العابد مستوياتهما تشهد هبوطًا حادًا فيما عبدالله عطيف وسلمان الفرج يكرران أخطاءهما وعلاج مثل هؤلاء الدكة أو المدرج وقد يخرج من يبرر لهؤلاء بأنهم هم قادوا الفريق لتحقيق بطولة الدوري وكأس الملك وهذا صحيح، ولكن هذا لا يشفع للسكوت عنهم متى انخفضت مستوياتهم.. بعض اللاعبين لا بد أن يدرك أن هناك من ينافسه على الخانة حتى يحافظ على مستواه وهذا الأمر يرفع من مستوى الفريق عامة.. أما على مستوى استقطابات اللاعبين الأجانب التي كان المشجع الهلالي يحلم بثلاثي يشار له بالبنان بجانب ميلسي وإدواردو وخربين ليشكل قوة ضاربة للفريق خاصة في البطولة الآسيوية ويالفعل استبشرت الجماهير الهلالية بالتعاقد مع الحارس العماني الفذ علي الحبسي الذي يعد مكسبًا للفريق ولكن المشجع الهلالي أصيب بالخذلان حينما شاهد كيف تعامل الأجنبي الخامس الارجواني ماثياس مع الكرة التي وصلته على طبق من ذهب وهو في مواجهة مرمى العين الإماراتي حيث تعامل مع هذه الفرصة بحركة بهلوانية لا يمكن أن يكون لها علاقة بكرة القدم فضلاً عن إفساده فرصة هدف محقق لو وصلالكرة لعمر خربين قبل أن يغير مسارها البهلوان ماثياس.
الغريب أن دياز حدد حاجة الفريق لرأس حربة تقليدي ولم تكن للاعب جوكر بإمكانه أن يلعب في جميع الخانات دون مردود إيجابي على الفريق، من يصدق أن البهلون ماثياس استبعد بسببه علي الحبسي أفضل حارس عربي من تشكيلة الهلال في آسيا فيما لم يتم ضم هداف اللاعبين المحليين الموسم الماضي مختار فلاتة لقائمة الـ18 لاعبًا وهو الذي يعد كقيمة فنية أفضل المهاجمين الموجودين حاليًا، فهو أفضل من يلعب مع خربين فلا ماثياس الذي لا يُعرف حتى الآن من أشار بالتعاقد معه ولا ياسر القحطاني هما من يجعلان مختار خارج التشكيلة.

الخطأ الذي اعتقد أن الإدارة الهلالية وقعت فيه وتقع فيه إدارات كثير من الأندية عدم تبليغ المدرب عند التعاقد معه أن مهمته تحديد احتياجات الفريق في المراكز ومواصفات اللاعب الذي يحتاجه أما مهمة الاختيار والتفاوض تكون عن طريق لجنة فنية تشكلها إدارة النادي وتعلن أسماءهم ويكون مهمة اللجنة اختيار أكثر من عنصر وطرحها على المدرب وبدوره يختار من يراه الأفضل بينهم وهو ما يتلاءم مع وضعنا الحالي المبني على النتائج الوقتية التي عادة ما يكون ثمنها إقالة المدرب إذا اخفق الفريق في مباراة وهذا يتنافى مع ترك الحرية للمدرب في التعاقدات مما يورط النادي بلاعبين متى تم تغيير المدرب وحديثي في هذا الجانب يخص جميع أنديتنا المحلية التي لا تؤمن بالاستراتيجيات بعيدة المدى.