الرياض - العرب اليوم
تتمنى جماهير الهلال الغيورة على فريقها والتي لا تنظر إلا لمصلحة الكيان بعيدًا عن التعاطف مع أي نجم توقف عند مستوى معين أن لا يشكل المهاجم ياسر القحطاني عقبة في طريق المدرب والإدارة خلال المرحلة المقبلة، وأن يختصر المشوار بقرار الاعتزال، بدلًا من الحضور الإعلامي والتأكيد على الاستمرار وعدم ترك ذلك للجهاز الفني الذي حتمًا لن يتصادم مع لاعب له تاريخه وجماهيريته، كما هو الحال للإدارة التي نؤمن أنها تدرك مصلحة الفريق وتضعها نصب أعينها بالدرجة الأولى، ولكنها تقديرًا لتاريخ ياسر لا تريد أن تتخذ القرار الصعب ومنح المدرب الضوء الأخضر بعدم الاعتماد عليه، لذلك إذا كان تهمه مصلحة النادي الأزرق بالدرجة الأولى أن يعلن القرار الصعب ويتيح الفرصة لعنصر أفضل منه في كل شيء خصوصًا أن لعامل السن دورًا كبيرًا في عدم القدرة على العطاء لو دقائق معدودة فكيف بمرحلة ومباريات مقبلة حافلة بالبطولات المهمة.
وبالمناسبة يجب أن يُعزل بعض جمهور ياسر عن جمهور الهلال خصوصًا في هذه المرحلة وربما نتيجة لاعجابهم به يرون ما لا يراه غيرهم، وعندما نقول جمهور ياسر فنقصد الذين يريدون استمراره في الملاعب حتى لو كان ذلك يضره، والدليل تركيز فئة على مصلحة اللاعب بدافع العاطفة، وكل من ينتقده لدى هذا الجمهور فهو حاقد ولا يريد الخير للكيان، بينما جمهور الهلال الحقيقي تهمه مصلحة الكيان ولا غيرها بغض النظر عن الرئيس والكابتن والمدرب، المهم في عرف الجماهير الزرقاء المخلصة أن يكون هناك تناغم بين المجموعة والعطاء والسن ومصلحة الفريق حتى يستمر الاستقرار، أما بعض جمهور ياسر فيريد استمراره بغض النظر عن مصلحة الفريق التي تفرضها الظروف وبعيدًا عن المرحلة التي وصل إليها اللاعب من التراجع في المستوى والكبر في السن.
وأعظم قائد كروي أنجبته الملاعب السعودية وربما الخليجية والعربية هو المدافع الشهير صالح النعيمة أول من حمل كأس آسيا 1984م، ومجرد أن أصيب إصابة خطيرة ورأى أن مصلحة الفريق تحتم اعتزاله وهو في أوج عطائه، وقد قرر الاعتزال بلا تردد.. لماذا؟.. لأنه يدرك مصلحته ومصلحة الكيان فغادر وهو ملء السمع والبصر، فهل يعي ياسر وجمهوره أن الاستمرار بهذا المستوى والتسويف في التجديد معه من الإدارة على طريقه "عساه يفهمها وهي طائرة"، لا يمكن أن يخدم الهلال حتى ولو بين للجماهير أنه لديه الحماس والحرص على التدريبات باكرًا من خلال صوره المنتشرة عبر "تويتر"، وبالمناسبة نتذكر أن ياسر قال في مقابلة صحفية قبل عامين تقريبًا أن هناك "شبيحة" في "تويتر" يعرضون خدماتهم على كل شخص مهم للدفاع عنه من خلال أسماء مستعارة فهل نقول أن جميع من يدافع عن بعض اللاعبين والشرفيين والإداريين والمدربين هم من هذه الفئة حتى لو مصالح الأندية تتطلب ابتعادهم؟
والهلال طوال تاريخه منذ تأسيسه عام 1957م لم تعد الخانة في تشكيلته والكرسي الرئاسي وعضوية الإدارة ومهمة التدريب حكرًا على أحد وليت ياسر القحطاني وأي لاعب يظن أن الخانة ملكًا له أن يدرك ذلك وأن يحزم حقائبه عندما لا يخدم استمراره الكيان ويتوكل، فالزمن لم يعد زمانه والمرحلة لم تعد مرحلته والظروف لا تساعد على حجز خانة يستحقها لاعب شاب أو نجم محلي أو أجنبي دفع النادي من أجله الملايين، نعم، ياسر نجم ورمز رياضي ولا يمكن أن يشكك في نجوميته وإنجازاته السابقة إلا حاقد أو جاحد ولكن المرحلة الحالية تفرض عليه أن يقيم وضعه أولًا ومستواه وعمره والعناصر التي سيلعب بجوارها وما الذي يريده المدرب؟ وحجم الاستحقاقات المقبلة التي يخوضها فريق حامل للدوري وكأس الملك ومنافس على دوري أبطال آسيا 2017، حينها سيدرك أنه يخطئ بحق نفسه وفريقه إن أصر على الاستمرار.