الرياض - كريم ابوالعلا
قبل أن يغادر مطرودًا من تدريب الهلال في مايو 2016 ، قال المدرب اليوناني جورجيوس دونيس ذات تصريح بعد تعادل قاتل في مواجهةٍ آسيويةٍ للزعيم أمام الجزيرة الإماراتي، قبل شهرين من التاريخ المذكور، مستعيرًا مقولة يونانية قديمة: «إذا كان دمك لا يغلي فلن تحقق شيئاً» كنايةً عن غياب الروح القتالية للاعبي فريقه والتي خسروا بسببها فوزًا كان في متناولهم.
ذهب دونيس الذي تعاقد معه الهلال خلفاً للروماني لورنتيو ريجيكامب في فبراير 2015 بلا رجعة، وبقيت العلة كما هي تظهر حيناً، وتختفي حيناً آخر، اللافت بحزنٍ أن غياب الروح أو لنقل الدافعية طال الجهازين الإداري والفني، تضعضع المستوى الفني للفريق وتراجع أداء اللاعبين منذ أن فقد الهلال اللقب الآسيوي مؤخرًا، وصار التفريط بالنقاط السمة الغالبة، وتزامن هذا التفريط غير المبرر لدى جماهير الأزرق مع غياب البرازيلي كارلوس إدواردو، « لعب 8 مباريات في الدوري وسجل 6 أهداف»، والذي كان يلعب دور «المنقذ» دوماً للأرجنتيني العجوز رامون دياز.
هل توقف عقل دياز عن تحديثاته الفنية؟ أم غاب دور الرقابة والمحاسبة من قبل الإدارة للاعبين والمدرب معاً؟ أو أن غياب البرازيلي «المنقذ» مع تواضع مستويات البدلاء سبب رئيس؟
يقول المدرب الوطني سمير هلال «يحمل شهادة دبلوم المدربين المحترفين، برو» أن تراجع نتائج وأداء فريق الهلال يعود لعدة أسباب من أبرزها الغياب المؤثّر للاعب البرازيلي إدواردو، وانخفاض مستويات بعض اللاعبين المؤثِّرين أمثال: الفرج، الشهراني، ميليسي وخربين، وميل البعض منهم للعب الفردي، وعدم تفعيل المدرب دياز لمشاركة البدلاء أو لاعبي الصف الثاني بشكل ممنهج مثل كادش وكنو، وعدم تنويعه لطريقة وأسلوب اللعب، وتغييبه لروح المنافسة على كسب الخانة حتى أصبح بعض اللاعبين ضامناً لخانته في ظل تدني مستواه على الرغم من توفر صفين كاملين للفريق الهلالي، وتأخره في الاستعانة باللاعبين الشلهوب ومختار فلاتة.
وأشار المشجع الهلالي مقرن السميري إلى أن الظروف تكالبت على فريقه بعد الخروج الآسيوي، وقال: «ضربت الإصابات ركائز الفريق الأساسية، وأحدث التردد الإداري في حسم المفاوضات وإنهاء الصفقات الأجنبية ضررًا في مسيرة ونتائج الفريق في المباريات الأخيرة بالدوري في ظل عدم تحمّل اللاعب المحلي للمسؤولية وافتقاده للروح القتالية».
وعلّق لاعب الهلال السابق فيصل أبو اثنين في تغريدة له على مدونة «تويتر» كتب فيها: «الهلال بالفردية لن يعود لوضعه الطبيعي، دياز ما زال يبحث عن نفسه وعن فريقه، إعادة توازن الفريق ليست بكثرة التغييرات في الخطط ولكن بالثبات عليها، التوتر ما زال بادياً عليه وابنه وهذا ينعكس على اللاعبين، وما زالت مجاملة ريفاس على حساب نجوم المستقبل، واللاعبون بحاجة لثقة من حولهم».
في حين تباشرت الجماهير الهلالية بقدوم المحترف الأرجنتيني إيزكويل سيروتي «26 عاماً»، وأخذت تستعرض تاريخه ومشواره مع الأندية التي لعب بها في بلاده، وتفاصيل أرقامه مع فريقه سان لورينزو وأفضل مبارياته الموسم الماضي وصفاته، وارتفعت أصوات هلالية في مواقع التواصل الاجتماعي تطالب الجمهور بضرورة دعم الفريق والوقوف مع الإدارة واللاعبين، بينما قال المشجع بدر التميمي عن مواجهة الهلال اليوم بالرائد أنها لا تقبل المزيد من التفريط، وكذلك الحال بالنسبة لمواجهة الباطن المقبلة، وأضاف: «إن أراد اللاعبون التمسك بالصدارة يجب أن لا يفرطوا في المباراتين، فالفوز يمنح الفريق دافعاً معنوياً وعودة الثقة قبل ثلاث مواجهات متتالية ربما تكون مفصلية في مشوار الدوري، النصر ثم الشباب فالفيصلي».