جماهير الهلال

لم تتعامل جماهير الهلال في مدينة الرياض بمثالية مع أهمية الحدث والادوار الملقى على عاتقها بدعم فريقها في هذه الفترة الحساسة على جميع البطولات المحلية والخارجية، والتفاعل قلبًا وقالبًا مع اللاعبين وتقديم الدعم المعنوي وتحفيزهم في أهم مباراة محلية خلال الموسم الحالي أمام الشباب وخطف اللقب رقم 14 على مستوى الدوري والوصول إلى البطولة 55 في تاريخه حسب توثيق لجنة البطولات، عندما فضلت الغياب وأحيانا حضور باهت بعدما كان من المتوقع أن يتجاوز العدد 50 ألف متفرج، عطفا على أنها مباراة مصيرية إلا أنها لم تؤدِ ما عليها خصوصا وهي تمثل الكثافة الجماهيرية الأكبر وفقا للإحصائيات الأخيرة على مستوى المملكة والخليج وهذا صدم المتابعين للقاء من خلف الشاشات بحضور12831 متفرجاً فقط في ملعب الملك فهد الدولي الذي يتسع لأكثر من 60 ألف مشجع، في منظر لا يليق بالمتصدر ومكانة الهلال في مشهد غير متوقع تجاه اللاعبين والإدارة والجهاز الفني، الذين كانوا عند حسن الظن بهم وحققوا اللقب، وحتى أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع هذا الرقم المتواضع من الحضور، وهو ما أنعكس فعلا على مستوى الإثارة والحماس داخل الملعب، وافقد المتابعين على مختلف ميولهم جمال مباراة كروية، تحدد مصير اللقب.
 
وجماهير النادي "الملكي" الهلالي خارج الرياض وعلى مدار أكثر من 30 عاما مضت تسجل الحضور وبشكل كثيف خصوصا الموسم الحالي، وخير مثال ملعب الملك عبدالله بجدة والتي كانت فيه مضرب المثل في دعمها ومؤازرتها لفريقها، بشكل رائع وبتحفيز متواصل، فحقق أهم انتصارين له في مشواره نحو لقبه "دوري جميل" بالدور الأول أمام الأهلي 2-1، والاتحاد 3-1، لأن مشاعر الانتماء وذكريات التاريخ والبطولات والانجازات، والأرقام القياسية، تحركها فكانت وفية بدعمها لفريقها، عكس جماهير الرياض لم تحضر كما يجب، خصوصا في ليلة الاختبار الحقيقي للتتويج باللقب بعدما كانت الثقة فيها لا حدود لها بمشاطرة نجوم الفريق وزف اللاعبين نحو قطف ثمار الموسم، وتعويض غيابهم غير المبرر على الرغم من أن الفريق يقدم مستويات لافتة، كانت طريقا نحو تحقيق لقب "دوري جميل" وينتظر امتلاء مدرجات إستاد الملك فهد الدولي أمام النصر كماهي عادتها.