بطولة كأس الخليج

تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم في العالم العربي، صوب الكويت، خلال الفترة من 22 كانون أول/ديسمبر الجاري، وحتى الخامس من كانون ثان/يناير المقبل، لمتابعة بطولة كأس الخليج. وفكرة إقامة هذه البطولة، سعودية، وصاحبها هو الأمير خالد الفيصل، الذي طرحها في أواخر الستينيات، قبل أن يعرضها وفد بحريني، برئاسة الشيخ محمد بن خليفة، رئيس الاتحاد البحريني، في ذلك الوقت، على الإنجليزي سير ستانلي راوس، خلال دورة الألعاب الأولمبية في مكسيكو سيتي، عام 1968.

ونظرا لحرص البحرين على المضي قدما في تنفيذ الفكرة، عقد اتحادها اجتماعا عقب العودة من المكسيك، وتقرر توجيه الدعوة إلى السعودية والكويت، لأنهما كانتا الدولتين الخليجيتين، اللتين انضمتا للاتحاد الدولي للعبة.

ووافقت الدولتان على المشاركة في البطولة الأولى، في ضيافة البحرين، ابتداءً من 27 آذار/مارس 1970، وشاركت قطر بإذن من الفيفا، رغم أنها لم تكن ضمن أعضائه آنذاك. وعُقد اجتماع لممثلي الدول المشاركة، على هامش البطولة الأولى، وتقرر خلاله إقامة الدورة كل عامين، بدلا من إقامتها سنويا، كما اختيرت السعودية لاستضافة النسخة الثانية. ونصت لائحة البطولة، على أن الفائز باللقب ثلاث مرات، يحتفظ بالكأس مدى الحياة، على غرار بطولات كأس العالم.

واقتصرت المشاركة في البطولة الأولى، على منتخبات الكويت والبحرين والسعودية وقطر، وأقيمت منافساتها من 27 آذار/مارس، حتى الثالث من نيسان/أبريل، على ملعب مدينة الشيخ عيسى الرياضية، وافتتحها الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، أمير البحرين. وبدأت البحرين البطولة بالفوز على قطر 2/1، وفازت الكويت باللقب الأول.

واستضافت قطر النسخة الرابعة، من 25 آذار/مارس حتى 15 نيسان/أبريل 1976، وكادت البطولة تنهار قبل انطلاقها، حيث هددت الدولة المنظمة بالانسحاب منها، بسبب اعتراض المنتخبات الأخرى، على مشاركة المصري، حسن مختار، واللبناني، جمال الخطيب، مع المنتخب القطري، وانتهت المشكلة باستبعاد اللاعبين.

وارتفع عدد الفرق المشاركة في البطولة إلى سبعة منتخبات، وعادت لنظام المجموعة الواحدة، بعد انضمام العراق، التي رفعت من مستوى المنافسة، واحتلت المركز الثاني خلف الفريق الكويتي، الذي أحرز اللقب الرابع على التوالي.

واستضافت عمان النسخة السابعة، من التاسع إلى 26 آذار/مارس 1984، وشاركت فيها نفس المنتخبات، بعد عودة الفريق العراقي، الذي استعاد اللقب بالفوز على قطر، في مباراة فاصلة، بضربات الترجيح، حيث تعادلا في الوقت الأصلي سلبيا، في حين حلت الكويت سادسة.

أما الدورة التاسعة، فاستضافتها السعودية، من الثاني إلى 18 آذار/مارس 1988، بمشاركة نفس الفرق أيضا، واستعاد المنتخب العراقي اللقب مرة أخرى، في حين ظهر المنتخب الكويتي بشكل أقل من مستواه، واحتل المركز الخامس.

واستضافت الإمارات البطولة الـ12، من الثالث إلى 16 تشرين ثان/نوفمبر 1994، ونجح المنتخب السعودي في إحراز لقبه الأول، في ظل انعدام الاتزان، لمنتخبي قطر والكويت.

وتأخر إقامة النسخة الـ15 حتى عام 2002، حيث استضافتها السعودية من 16 إلى 30 كانون ثان/يناير، واستطاعت أن تحرز لقبها الثاني، في بطولات كأس الخليج، بعد منافسة قوية مع قطر. وارتفع عدد المشاركين مجددا إلى سبعة منتخبات، من خلال انضمام المنتخب اليمني، إلى منافسات كأس الخليج، في البطولة الـ16، التي استضافتها الكويت، من 26 كانون أول/ديسمبر 2003، إلى 11 كانون ثان/يناير 2004.

وشق المنتخب السعودي طريقه بنجاح، ليدافع عن لقبه، ويحرز الكأس الخليجية، للمرة الثالثة في تاريخه. وبعد 11 شهرا فقط، أقيمت النسخة الـ17، في ضيافة قطر، وشهدت هذه الدورة، عودة المنتخب العراقي للمشاركة في البطولات الخليجية.

وارتفع عدد المشاركين إلى ثمانية منتخبات، قسمت على مجموعتين، وتوج المنتخب القطري باللقب، للمرة الثانية في تاريخه، بعدما تغلب في المباراة النهائية، على نظيره العماني 7/6 بضربات الترجيح، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي، بالتعادل 1/1. واستغل المنتخب الإماراتي، إقامة النسخة التالية على ملاعبه، في عام 2007، وتوج باللقب للمرة الأولى في تاريخه، عقب تغلبه على المنتخب العماني 1/0، في المباراة النهائية.

وبعد سقوطه مرتين متتاليتين، في المباراة النهائية، سجل المنتخب العماني اسمه أخيرا، في القائمة الذهبية للبطولة، وتوج بلقب النسخة الـ19، التي استضافتها بلاده، من الرابع إلى 17 كانون ثان/يناير 2009. وعادت البطولة الخليجية إلى أحضان البحرين مجددا، من خلال دورتها الحادية والعشرين، التي أقيمت خلال الفترة من الخامس إلى 18 كانون ثان/يناير 2013، بمشاركة المنتخبات الثمانية.

وتوج المنتخب الإمارتي باللقب الثاني، في تاريخ مشاركاته بالبطولة، وذلك بالفوز 2/1 على العراق، في المباراة النهائية. واستحق الإماراتي عمر عبد الرحمن (عموري)، جائزة أفضل لاعب في البطولة، بعدما لعب دورا بارزا في الفوز باللقب. وكما فاز بجائزة أفضل حارس مرمى في البطولة، الحارس العراقي نور صبري.

واستضافت السعودية النسخة الماضية (خليجي 22)، وشق الأخضر طريقه بنجاح إلى المباراة النهائية، على استاد الملك فهد، في العاصمة الرياض. ورغم تقدم المنتخب السعودي بهدف، خسر الفريق أمام نظيره القطري 1/2، ليتوج العنابي باللقب للمرة الثالثة، ويعادل رصيد منتخبي السعودية والعراق، فيما توجت الكويت بـ10 ألقاب. وأحرز السعودي نواف العابد، جائزة أفضل لاعب في هذه النسخة، فيما فاز الإماراتي علي مبخوت، بجائزة الهداف، برصيد خمسة أهداف، وحصل القطري، قاسم برهان، على جائزة أفضل حارس مرمى.