الأمير فيصل بن تركي

يسير نادي النصر القطب العاصمي الكبير، بخطى بطيئة نحو تسليمه لهيئة الرياضة، بعد أن ضاقت الحلول بمسيري ومدبري النادي تجاه إيجاد مرشحين جدد لتولي الرئاسة خلفا للرئيس الحالي الأمير فيصل بن تركي.

ومع أن الرئيس الحالي لم يعلن استقالته رسميا بعد، إلا أن التسريبات الصادرة عن بعض أعضاء الشرف المقربين منه تؤكد أنه ماض في الاستقالة بشكل قطعي، رغم بعض الخطط المقدمة لبقائه ورغم دخوله في نقاشات عن بعض قضايا الموسم المقبل.

وطوال تاريخ النصر الممتد على مدى 62 عاما، عرف الكرسي الأول في النادي سبعة رؤساء رسميين، وأربعة قضوا فترات قصيرة بالتكليف، ووحده اسم فيصل بن تركي في القائمتين بعد أن رأس النادي منتخبا ومكلفا.

وبحسب التاريخ الأصفر، تظل فترة الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود الأطول في تاريخ رئاسة النادي، إذ بقي بين عامي 1961 إلى 2005، تخللها ثلاثة أعوام فقط غادر الكرسي في فترة ابنه فيصل بن عبد الرحمن، فيما تعتبر فترة محمد الوهيبي الأقصر في تاريخ الرؤساء السبعة إذ لم تتعد أشهر قليلة، إذا استثنينا رئاسة الأمير عبد العزيز بن عبد الإله وطلال الرشيد اللتين لم تتجاوزا ساعات.

بينما لم يصمد أحد من المكلفين بالرئاسة أكثر من أشهر قليلة، بداية بالأمير ممدوح بن عبد الرحمن الذي تم تكليفه لخلافة والده بعد موته، مرورا بالأمير سعد بن فيصل الذي لم يكمل أكثر من أشهر وخلفه العميد فهد المشيقح لأشهر أيضا.

وطوال فترة الرؤساء النصراويين السبعة والأربعة المكلفين لم يعرف انتقال السلطة بينهم بشكل سلس وسهل إلا في فترتين الأولى بين الراحل عبد الرحمن بن سعود وابنه فيصل في العام 1997، والثانية بين فيصل بن عبد الرحمن نفسه والرئيس الحالي فيصل بن تركي، فيما عدا ذلك كان الانتقال يمر بمخاض عسير يلامس صحة النصر ذاته ويعصره عصرا.

ويتذكر النصراويون الحاليون الفترة الصعبة التي مر بها النادي بعد استقالة الأمير عبد الرحمن بن سعود وتجمع الأصفريون حول طاولة واحدة في مشهد حضاري جميل، ومن ثم اختيار الأمير عبد العزيز بن عبد الإله رئيسا وتقديمه لوسائل الإعلام، غير أن الأمر لم يستمر أكثر من عشرين ساعة، أعلن بعدها الرجل اعتذاره والاستقالة، وتلاه طلال الرشيد الشخصية المعروفة في أوساط النصر منذ عقدين، تم انتخابه والتف النصراويون حوله، وفجأة انسحب بعد مضي 24 ساعة، وحتى اللحظة قلة فقط يعرفون أسرار تلك المرحلة.

ومن القصص الطريفة والمعقدة في تاريخ رئاسة النادي الأصفر، أن أول رئيس له وهو زيد بن مطلق الجبعاء تنازل عن الرئاسة بعد خمسة أعوام قضاها رئيسا بسبب رغبته في التحول إلى لاعب يمثل الفريق رسميا مع البدء في تسجيل اللاعبين في الكشوفات الرسمية والنظامية.

وتسمح تلك القصص والمواقف التاريخية، بتسمية مقعد الرئيس في النادي العاصمي بالكرسي المعقد، إذ تتنازعه طوال التاريخ الأصفر تقاليد وأعراف غير معلنة تخلى النصراويون المقررون عنها مع صعود نجم الأمير فيصل بن تركي للمقعد الأول، ولم يتجردوا منها تماما.

وينتظر النصراويون الليلة بيانا من الرئيس الحالي الأمير فيصل بن تركي يعلن فيه بوضوح استقالته من منصبه، وهو البيان الذي تقول المصادر الشرفية أنه على طاولة الأمير مشعل بن سعود رئيس هيئة أعضاء الشرف منذ ساعات الصباح، ولم يعلن عنه بعد بغية إطلاع الشرفيين المؤثرين عليه قبل إقراره أو الضغط على موقعه للعدول عنه.
وفيما لو نجح الأعضاء الشرفيين الثلاثة المؤثرين حاليا في مستقبل النادي الأصفر، ستضاف قصة جديدة من قصص التعقيد للكرسي الأصفر الأول.