الأندية السعودية

كانت الأندية في أعوام مضت وإلى فترة قريبة تهدر الملايين على صفقات محلية وأجنبية مضروبة وعناصر لم يعد لها أثر في خدمة الكرة السعودية والرفع من مستوى الأندية والمنتخبات، كانت بحاجة إلى من يعلمها ويرفع من مستواها بكل أسف، ولا يمكن أن تلعب في نادي درجة رابعة، أرقام مهولة لا تعلم كيف صرفت، ولماذا.. وماهو المردود الفني؟.. وفود من اللاعبين والمدربين تزدحم بهم المطارات في مختلف المدن السعودية قادمين من بلدان مختلفة جاؤوا على وجه السرعة، وفجأة يعودون من حيث أتوا تحت بند الاستغناء والإقالة، فلا تدري على أي أساس تم التعاقد معهم، وهل هناك لجنة فنية متمكنة أخضعتهم للاختبارات قبل توقيع العقد أم بنظام "شختك بختك" والأخير بكل تأكيد هو الأقرب والدليل قرار الإبعاد خلال فترة وجيزة؟، الواضح أن هناك عبث إداري أضر بالكرة السعودية خلال الفترة الماضية، لذلك لا غرابة أن يتدخل من تهمهم مصلحة رياضة الوطن لتنبيه اتحاد الكرة والأندية على أن ما يحدث أمر لا يمكن السكوت عنه.

وأن استمراره يعني إفلاس الكثير من الأندية خصوصاً التي تحاصرها الديون والشكاوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". وفوق ذلك تضاعف معاناتها بصفقات على طريقة "يا تصيب ياتخيب" من دون نظرة إلى المستقبل، ولا ننسى الكثير من السماسرة الذين نهبوا ثروات الأندية تحت بند "العمولة" التي تصل إلى أكثر من 10% من قيمة العقود، فكان نصيبهم رقم مالي ضخم، أدى إلى تضخم الديون، وعجز بعض الأندية عن الإيفاء بها حتى الآن، وكلكم تتذكرون ذلك الرئيس الذي ولى قريبه مهمة جلب الصفقات من لاعبين محليين وأجانب ومدربين، وكانت النتيجة استنزاف الميزانية وتسجيل ذلك على النادي كديون من الصعب تسديدها بين يوم وليلة.

الرياضة السعودية والأندية أصبحت الآن أمام مرحلة صعبة للغاية، ولا يمكن لها أن تستمر بوضعها الراهن ما لم تؤمن أن ما تبرمه من صفقات متواضعة في مستواها الفني ومكلفة في قيمة عقودها سيدخلها مرحلة أكثر صعوبة، لذلك من الضروري تحرك الاتحاد وهيئة الرياضة لمعالجة هذه المشكلة، وربما كان ربط إبراء الذمة مالياً لكل إدارة تتولى شؤون النادي هو الحل الأنسب، فالمرحلة الماضية تؤكد أن تعيين الرئيس وإبرام الصفقات وتحميل النادي الديون ومن ثم المغادرة من دون أن يسأل -بحجة أن الأندية تتبع للدولة وأن الرئيس يعمل متطوعاً- شجع الكثير على الممارسات المالية الخاطئة والقرارات العشوائية التي كان نتاجها تقييد الكثير من الأندية بالديون ودخولها مرحلة الإفلاس وعزوف الشرفيين عن التدخل ودعمها.