عمر السومة

لم يمر على الدوري والملاعب السعودية، بعد رحيل البرازيلي الشهير ريفالينو، لاعب غير سعودي يصنع الفارق ويمتلك من الموهبة والمهارة والحس التهديفي كما هو حال المهاجم السوري عمر السومة، الذي نجح الأهلي في التعاقد معه، وتحول إلى صفقة مربحة تعادل كل صفقات الأجانب في الأندية السعودية الأخرى، فهو نجم "ما شاء الله تبارك الله" استثنائي في موهبته ومهارته وعطائه، وما يفعله مع الأهلي من دون مبالغة شبيه بما يفعله أشهر نجوم كرة القدم في العالم، أمثال ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، فهو لاعب غير عادي ومؤثر في صفوف الفريق، بدليل تسجيله أكثر من 90% من الأهداف بالقدم والرأس، ومن كل المواقع، كما يجيد تسديد الكرات الثابتة، سواء من نقطة الجزاء أو من خارجها، ويمتلك تكوينًا جسمانيًا مميزًا، والكرة تنطلق من قدمه أو رأسه وتتجه مباشرة إلى المرمى ولو أعطاه ظهره، ولعل آخر هدفين سجلهما في مرمى العين الإماراتي أكدا موهبته وحسه التهديفي من جديد.

في الأهلي، قبل التعاقد مع السومة، غيروا كل شيء، الإدارة واللاعبين، الأجانب والمحليين، والأجهزة الفنية والإدارية، ولم يتبق إلا تغيير مقر النادي حتى يحقق لقب بطولة الدوري، التي افتقدها لثلاثة عقود، وفي الأخير وجد الأهلاويون ضالتهم، واستدلوا على المنقذ الذي جاء من الدوري الكويتي المغمور، لترتفع اسهمه في أقوى دوري عربي، ويقود الأهلي إلى الفوز بكأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين و"دوري جميل" وكأس السوبر السعودي، لأن السومة هز شباك الخصوم، وهو صاحب الثقل في الملعب ومن يصنع الفارق، ويرسم الفرح والابتسامة على شفاه محبي الأهلي، الذين ارتفعت أسهم فريقهم مع المهاجم السوري، ولا يمكن هزيمته بسهولة سواء في جدة أو خارج أرضه.

قد يغادر رئيس أو إدارة بأكملها، ويغادر مدرب ومدير كرة ولاعب في الفريق، ربما الوضع عادي وغير مؤثر على تماسك وقوة الفريق الأخضر، لكن أن يغادر لاعب بحجم السومة والقيمة الفنية الكبيرة له، فهنا المشكلة، وهنا يصعب التعويض، ومن وقع معه قدم للأهلي بطولة كبيرة، تتمثل في النجم الكبير، ما يدل على حسه الرياضي الكبير، وإيمانه بأن السومة سيصنع الفارق ويقود الأهلي إلى الإنجازات وبطولة الدوري، التي غاب عنها فترة تجاوزت ثلاثة عقود، فشكرًا لمن قدم للدوري السعودي هذه البضاعة الرابحة، وهذا النجم الذي يحصد علامات النجاح من بطولة إلى أخرى، حتى اصبح الكثير يحسدون الأهلي على تميزه في حضرة السومة، وخشية قوته وفتكه بالخصوم في أي لحظة من المباراة، وغير تألقه وأهدافه، فالنجم العربي الكبير يتمتع بأخلاق عالية، وتعامل راق مع الجماهير والإعلام والمنافسين، حتى صنع له شعبية كبيرة ربما تعادل شعبية الكثير من اللاعبين في القائمة "الخضراء".