أزمة النفايات في بيروت تدخل شهرها الثاني

لم يكد وزير البيئة اللبناني محمد المشنو، يعلن عن اختيار 6 شركات نتيجة مناقصة حكومية تهدف إلى إنهاء أزمة تراكم النفايات في البلاد، حتى رد قيادي في تظاهرات المجتمع المدني ضد الحكومة وفسادها ووصف هذه المناقصات بأنها "سرقة للمال العام"، داعيا إلى تظاهرة يوم السبت المقبل للمطالبة بإلغائها.

وقال المشنوق، في مؤتمر صحفي عقده، ظهر اليوم الإثنين، في مقر "مجلس الإنماء والإعمار" وهو هيئة حكومية مسؤولة عن الإنشاءات، إن 6 شركات لبنانية وأجنبية مختلطة اختارتها الحكومة لجمع ومعالجة النفايات في مختلف المناطق اللبنانية، وذلك "بعد انتهاء اجتماع فض العروض المالية لمناقصات النفايات في مجلس الإنماء والإعمار".

وكان رئيس الوزراء تمام سلام قرر تقديم موعد فض المناقصات إلى اليوم بدلا من يوم غد الثلاثاء على وقع تظاهرات تركزت بالقرب من السراي الحكومي والبرلمان وسط بيروت في اليومين الماضيين وضمت الآلاف من اللبنانيين بدعوة من حملة "طلعت ريحتكم" (في إشارة إلى أن فساد المسؤولين الحكوميين والسياسيين يشبه رائحة النفايات المتراكمة في الشوارع)، وأدت المواجهات مع قوات الأمن إلى إصابة العشرات من المتظاهرين.

وسبق أن أطلق ناشطون صفحة على موقع "فيسبوك"، مقرونة بوسم "طلعت ريحتكم"، واحتل مركزًا متقدمًا على قائمة التداول عبر "تويتر" أيضًا، كما ارتفع عدد المعجبين بصفحة التحرك على فيسبوك من 6000 إلى أكثر من 100 ألف خلال أيام قليلة.

ولم يكد وزير البيئة ينهي مؤتمره الصحفي مؤكدا أن المناقصات "تمت بكل شفافية"، حتى عقدت حملت "طلعت ريحتكم" مؤتمرا صحفيا في مقر أحد الجمعيات الحقوقية ببيروت، وتلا القيادي في الحركة مروان معلوف بيانا أكد فيه أن "كل المناقصات التي أعلن عنها منذ دقائق هي سرقة للمال العام لأن الحكومة تسيطر أموال البلديات".

ووصف معلوف المناقصات بأنها "صفقة مشبوهة"، وأضاف أن "المناقصة وما رست عليه باطلة".

واتهم السلطة السياسية بأنها "افتعلت المواجهات العنيفة وبأنها تهوّل الطائفية لتشويه التحرك".